وقال المتوكل لابن السكيت (١) : سل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي فسأله فقال : لم بعث الله موسى بالعصا وبعث عيسى عليهالسلام بابراء الاكمه والابرص وإحياء الموتى ، وبعث محمدا بالقرآن والسيف؟.
فقال أبوالحسن عليهالسلام : بعث الله موسى عليهالسلام بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب على أهله السحر ، فأتاهم من ذلك ما قهر سحرهم وبهرهم ، أثبت الحجة عليهم ، وبعث عيسى عليهالسلام بابراء الاكمه والابرص وإحياء الموتى باذن الله في زمان الغالب على أهله الطب فأتاهم من إبراء الاكمه والابرص وإحياء الموتى باذن الله فقهر هم وبهزهم ، وبعث محمدا بالقرآن والسيف في زمان الغالب على
____________________
أقول : لو اوصى أونذرلله بالكثير فأقل شى يجب في ماله : الثمانون لا انه ان زاد عليه فليس به ، وانما قال « ع » بالثمانين فان المرجع الوحيد الذى يرفع الاختلاف من العرف هوالقرآن المجيد وقد اطلق الكثير في مورد الثمانين : فنعلم ان الثمانين كثير قطعا بشهادة الله العزيز في كتابه واما اقل من ذلك فهو مختلف فيه ، وليس عليه شاهد.
(١) أبويوسف يعقوب بن اسحاق الدور قى الاهوازى الامامى النحوى اللغوى الاديب كان ثقة جليلا من العظماء ، وكان حامل لواء الادب والشعر ، وله تصانيف مفيدة منها تهذيب الالفاظ واصلاح المنطق.
قال ابن خلكان : قال بعض العلماء : ماعبر على جسر بغداد كتاب من اللغة مثل اصلاح المنطق ، وقال أبوالعباس المبرد : ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب ابن السكيت في المنطق.
الزمه المتوكل تأديب ولده المعتز بالله ، فقال له يوما : أيما أحب اليك؟ ابناى هذان ـ يعنى المعتز والمؤيد ـ ام الحسن والحسين؟ فقال ابن السكيت : والله ان قنبرا خادم على بن أبى طالب خير منك ومن ابنيك ، فقال المتوكل للاتراك : سلوا لسانه من قفاه! ففعلوا فمات.
وقيل : بل أثنى على الحسن والحسين عليهماالسلام ولم يذكر ابنيه فأمر المتوكل الاتراك فداسوا بطنه ، فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك.