٤٢ ـ يج : روي عن أبي بكر الفهفكي قال : أردت الخروج بسر من رأى لبعض الاموروقد طال مقامي بها فغدوت يوم الموكب ، وجلست في شارع أبي قطيعة ابن داود إذ طلع أبومحمد عليهالسلام يريد دارالعامة فلما رأيته قلت في نفسي : أقول له : يا سيدي إن كان الخروج عن سرمن رأى خيرا فأظهر التبسم في وجهي.
فلما دنا مني تبسم تبسما جيدا فخرجت من يومي فأخبرني أصحابنا أن غريما كان له عندي مال قدم يطلبني ولو ظفر بي يهتكني لان ما له لم يكن عندي شاهدا. (١)
٤٣ ـ يج : روي عن عمر بن أبي مسلم قال : كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا ويبلغني عنه ما أكره ، وكان ملاصقا لداري ، فكتبت إلى أبي محمد عليهالسلام أسأله
____________________
وقال السيد المرتضى رضوان الله عليه في أماليه المسمى بالغرر والدرر أن أبا العيناء محمد بن القاسم اليمامى كان من أحضر الناس جوابا وأجودهم بديهة وأملحهم نادرة ، قال : لما دخلت على المتوكل دعوت له وكلمته فاستحسن خطابى ، فقال يا محمد بلغنى أن فيك شرا.
فقلت يا أمير المؤمنين ان يكن الشر : ذكر المحسن باحسانه والمسى ء باساءته فقد زكى الله تعالى وذم فقال في التزكية « نعم العبد انه اواب » وقال في الذم « هما زمشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ».
وان كان الشر كفعل العقرب فلسع النبى والذمى بطبع لايتميز فقد صان الله عبدك من ذلك. وكيف كان فالرجل من موالى عبدالصمد بن على بن عبدالله بن العباس ، أعتقه فصار له ولاؤه ، فقيل له الهاشمى انتهى.
وحكى عنه انه عمى في حدود الاربعين من عمره ، فسئل يوما : ما ضرك العمى؟ فقال شيئان : أحدهما أنه فات منى السبق بالسلام ، والثانى أنه ربما ناظرت الرجل فهو يكفهروجهه ويعبس ويظهر الكراهية ، وأنا لا أراه حتى أقطع الكلام توفى بالبصرة سنة ٢٨٣ أو ٢٨٤.
(١) مختار الخرائج ص ٢١٥.