فقلت : جعلت فداك إني أغتم بشئ يصيبني في نفسي ، وقد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك ، فقال : وما هو يا أحمد؟
فقلت سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الانبياء على أقفيتهم ونوم المؤمنين على أيمانهم ، ونوم المنافقين على شمائلهم (١) ونوم الشياطين على وجوههم فقال : كذلك هو ، فقلت : سيدي فاني أجتهد أن أنام على يميني فما يمكنني ، ولا يأخذني النوم عليها.
فسكت ساعة ثم قال : يا أحمد ادن مني فدنوت منه ، فقال : أدخل يدك تحت ثيابك فأدخلتهافأخرج يده من تحت ثيابه ، وأدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جابني الايسر ، وبيده اليسرى على جابني الايمن ثلاث مرات.
فقال أحمد : فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل بي ذلك ، وما يأخذني نوم عليها أصلا. (٢)
____________________
والرجل ثقة ثقة وهو ابن عم أحمد بن محمد بن عيسى الاشعرى القمى الذى مر ترجمته في ص ١١٩ ، من هذا المجلد.
استأذن الصاحب عليهالسلام على يد الحسين بن روح النو بختى للحج ، فاذن له ونعى اليه نفسه ، فلما انصرف من الحج ، وبلغ حلوان مات بها ، وقد روى في خبر ـ أخرجه المؤلف قدسسره بابا عليحدة في ج ٥٢ ص ٧٨ ـ ٨٩ من طبعتنا هذه ـ أنه ممن تشرف بخدمة صاحب الامر ، ولم يصح ذلك ، ومن أراد فله أن يراجع ما علقناه على ذلك الخبر.
(١) وذلك لانهم يعتمدون على قول الاطباء اليونانيين أكثر من اعتمادهم على قول صاحب الشريعة ، ومن طبهم أن ينام الرجل أولا على اليمين قليلا لينحدرالغذاء إلى قعر المعدة ويتمكن فم المعدة من الانسداد الكامل ، ثم يتحول إلى اليسار ليقع الكبد على المعدة فيسخنها بحرارتها إلى أن ينهضم الغذاء ويصير كيموسا ، ثم يتحول إلى جانب اليمنى لينحدر الغذاء إلى الكبد بميله الطبيعى فان الكبد في يسار المعدة ، ثم بعد قليل يتحول إلى اليسار إلى آخر ما يقولون في ذلك.
(٢) الكافى ج ١ ص ٥١٣ و ٥١٤.