أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال : قم بنا قال : فقمت معه قال : فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد الكوفة ، فقال لي : تعرف هذا المسجد؟ قلت : نعم ، هذا مسجد الكوفة قال : فصلى وصليت معه فبينا أنا معه إذا أنا في مسجد المدينة قال : فصلى وصليت معه وصلى على رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعا له فبينا أنا معه إذا أنا بمكة ، فلم أزل معه حتى قضى مناسكه وقضيت مناسكي معه قال : فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبدالله فيه بالشام قال : ومضى الرجل.
قال : فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل فعلته الاولى فلما فرغنا من مناسكنا وردني إلى الشام وهم بمفار قتي قلت له : سألتك بحق الذي
____________________
(١) فبقيت متعجبا حولا مما رأيت ، فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعانى فأجبته ، ففعل كما فعل في العام الماضى ، فلما أراد مفارقتى بالشام قلت له : سألتك بالذى أقدرك على ما رأيت منك الا أخبرتنى من أنت؟ قال : أنا محمد بن على بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب.
فحدثت من كان يصير إلى بخبره ، فرقى ذلك إلى محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلى من أخذنى وكبلنى في الحديد ، وحملنى إلى العراق ، وحبست كما ترى ، وادعى على المحال.
فقلت له : أرفع القصة إلى محمد بن عبدالملك؟ قال : افعل! فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ، ورفعتها إلى محمد بن عبدالملك : فوقع في ظهرها : قل للذى اخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى المدينة ومن المدينة إلى مكة. ، وردك من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال على بن خالد : فغمنى ذلك من أمره ، وانصرفت محزونا عليه ، فلما كان من الغد ، باكرت إلى الحبس لاعلم الحال ، وآمره بالصبرو العزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وخلقا عظيما من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لى : المتنبى المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس ، إلى آخر الخبر.
كذا في الارشاد والاعلام نقلا عن الكلينى ، مع أن روايته في الكافى موافق لما في البصائر الاشاذا. منه عفى عنه.
اقول : هذا نص ماذكره ـ رضوان الله عليه ـ بخط يده في هامش نسخة الاصل.