ذلك أقرب إلى المعقول وأبعد من التشبيه والحلول (١).
في الحقيقة أن التشبيه والتجسيم أخذه السلف أي جمهور السنة من اليهود والنصارى لما دخلت الأخبار والإسرائيليات في ثقافتهم وقام رواة الأحاديث يسألون بعض اليهود والنصارى في مسألة الخالق وبدء الكون وقصص تميم بن اوس الداري النصراني الذي كان يبثها بين المسلمين في مسجد الرسول بإجازة من الخليفة عمر بن الخطاب وذلك في الأسبوع ساعة واحدة وقد زادها عثمان بن عفان في زمنه فجعلها ساعتين في يومين في الاسبوع.
أما الغلاة الذين لعنوا على لسان الأئمة المعصومين وتبرؤوا منهم إنما هم خرجوا من ربقة الإسلام بمقولتهم الفاسدة فكيف يصدق عليهم أنهم من الشيعة؟!.
ففي حديث الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام للحسين بن خالد توضيح ذلك : قال عليهالسلام : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه يراء في الدنيا والآخرة يا بن خالد إنما وضع والأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى ...
ثم إن صدر الحديث هو قول ابن خالد الرضا عليهالسلام يكشف هذه ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن أبائك الأئمة عليهمالسلام (٢) ... فكان جواب الرضا أن الغلاة هي التي وضعت تلك الأخبار. وإليك نص الحديث :
قال الصدوق بإسناده عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله إن الناس ينسبونا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة عليهمالسلام فقال : يا ابن خالد أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمة
__________________
(١) الملل والنحل ١ | ١٥٥.
(٢) عيون أخبار الرضا ١ | ١٤٢ ـ ١٤٣.