كالكلام فيه وهذا يؤدي إلى وجود ما لا نهاية له من الأئمة وهو باطل والانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب (١)
ثانياً : قال الشيخ المجلسي ( قدس ) : أن أصحابنا الإمامية اجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة ـ صلوات الله عليهم ـ من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمداً وخطأ ونسياناً قبل النبوة والإمامة وبعدهما : بل من وقت ولادتهم إلى أن يقولوا الله سبحانه ، ولم يخالف فيه إلا الصدوق محمد بن بابوية وشيخه ابن الوليد ( قدس الله روحهما ) فجوزوا الإسهاء من الله تعالى ، لا السهو الذي يكون من الشيطان ، ولعل خروجهما لا يخل بالإجماع ، لكونهما معروفي النسب ، وأما ا لسهو في غير ما تعلق بالواجبات والمحرمات كالمباحات والمكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضاً الإجماع على عدم صدوره عنهم (٢)
قال المفيد في أوائل المقالات : أن الأئمة القائمين مقام الأنبياء عليهمالسلام في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء وأنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء (٣) وأنه لا يجوز منهم سهو في شيء في الدين ولا ينسون في الأحكام وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم وتعلق بظاهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد في هذا الباب (٤) والمعتزلة
__________________
(١) تنزية الأنبياء ـ السيد المرتضى ٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ ص ٨ ، منشورات الرضي قم.
(٢) البحار ١٧ | ١٠٨ ط ٣ ، ١٩٨٣ مؤسسة الوفاء ، دار احياء التراث العربي بيروت ،.
(٣) قال الشيخ المفيد قبل هذا : ان جميع انبياء الله ( ص ) معصومون من الكبائر قبل النبوة وبعدها ومما يستخف فاعله من الصغائر كلها ، واما ما كان م صغير لا يستخف فاعله فجائز وقوعه منهم قبل النبوة وعلى غير تعمد وممتنع منهم بعدها على كل حال ، وهذا مذهب جمهور الامامية ـ اوائل المقالات ص ٦٩ أما في خصوص النبي محمد ( ص ) قال : ان نبينا محمد ( ص ) ممن لم يعص الله عز وجل منذ خلقه الله عز وجل الى أن قبضه ولا تعمد له خلافا ولا اذنب ذنبا على التعمد ولا النسيان وبذلك نطق القرآن وتواتر الخبر عن آل محمد ( ص ) وهو مذهب جمهور الامامية ... اوائل المقالات ص ٦٩٠
(٤) من شذ منهم ، أي أبو جعفر الصدوق وشيخه ابن الوليد قدس الله أرواحهم ، أقول ومن الذين أدركناهم محمد تقي التستري من المعاصرين صاحب كتاب قاموس الرجال.