وعهر الأمهات والفظاظة والغلظة والابنة وشبهها والأكل على الطريق وشبهه (١).
قال العلامة الحلي ( قدس ) في شرح كلام المحقق الطوسي الآنف الذكر : يجب أن يكون في النبي هذه الصفات التي ذكرها وقوله وكمال العقل عطف على العصمة وقوة الراي بحيث لا يكون ضعيف الراي متردداً في الأمور متحيراً لان ذلك من أعظم المنفرات عنه وأن لا يصح عليه السهو لئلا يهو عن بعض ما أمر بتبليغه وأن يكون منزهاً عن دناءه الاباء وعهر الأمهات لان ذلك منفر عنه وأن يكون منزها عن الغلظة لئلا يحصل النفرة عنه وأن يكون منزها عن الأمراض المنفة نحو الابنة وسلس الريح والجذام والبرص وعن كثير من المباحات الصارفة عن القبول القادحة في تعظيمه نحو الأكل على الطريق وغير ذلك لأن ذلك كله ما ينفر عنه فيكون منافياً للغرض من البعثة (٢).
وقال العلامة الحلي في الرسالة السعدية : أنه لا يجوز عليه الخطأ والنسيان وذهبت أخرى إلى جواز ذلك حتى قالوا أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلي الصبح يوماً فقرأ مع الحمد والنجم إذا هوى إلى أن يصل إلى قوله : ( افرأيتم اللات والعزى ومناة الثلاثة الاخرى ) قرأ تلك الغرانيق الأولى منها الشفاعة ترجى ، ثم استدرك. وهذا في الحقيقة كفر.
وأنه صلى يوماً العصر ركعتين وسلم ثم قام إلى منزله وتنازعت الصحابة في ذلك وتجادلوا في الحديث إلى أن طلع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لهم في ماحدث بينكم؟ فقالوا يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال لم أقصر ولم أنس فيما سئلتم قالوا يا رسول الله صليت العصر ركعتين فلم يقبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى شهد بذلك جماعة فاقام فاتم صلاته وهذا المذهب في غاية الردائة ، والحق الأول فإنه لو جاز عليه السهو والخطأ لجاز ذلك في جميع أفعاله فلم يبق وثوق بإخباراته عن الله تعالى ولا بالشرائع والأديان لجواز أن يزيد فيهما سهوا ، فتنفى فائدة البعثة ومن المعلوم بالصروره وصف النبي
__________________
(١) شرح التجويد ـ المحقق الطوسي ، المسألة الثالثة في وجوب عصمة النبي.
(٢) كشف المراد في شرح الاعتقاد ـ العلامة الحلي ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، مؤسسة النشر الإسلامي قم ، ١٤٠٧.