ومسلم (١) وسنن ابن ماجة (٢) تذكر أن رجلاً ـ وفي بعضها ذا اليدين ـ سأله لما سها صلىاللهعليهوآلهوسلم في عدد الركعات ، فأسقط بعضها فقال يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فكان جوابه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لم أنس ولم تقصر ، وفي بعضها : ( كل ذلك لم يكن ) وفي بعض الروايات ( لا ).
أقول إذا كان عالماً بالسهو فجوابه بالنفي كذب ، والكذب قادح بنبوته ومسقط للمروءة لذا لا بد من القول بأن جوابه لم يخالف الواقع الذي هو عليه حيث أن يقينه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أتى بالصلاة كاملة وأن الشك الذي ظهر هو من السائل ـ في اليدين ـ لهذا قال عليهالسلام : ( لم أنس ولم تقصر ) بل وإن عبارته صلىاللهعليهوآلهوسلم في بعض الروايات : ( كل ذلك لم يكن ) هي أصرح في النفي وآكد حيث نفى كل سهو ونسيان ، كما أنه لم يفغل صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تبليغ الأمة فيما ينزل عليه من تشريع جديد أو نسخ في بعض الأحكام والعبادات لهذا لم يطرأ على الصلاة أي تغير.
بل كيف الجمع بين هذه العبارة : ( كل ذلك لم يكن ) وبين ( استقباله الناس وسؤاله منهم )! أصدق ذو اليدين؟ فقالوا نعم يا رسول الله ، فأتم ما بقي من صلاته ثم سجد سجدتي السهو؟!
فهل المأموم أحفظ من الرسول في صلته؟ والمولى سبحانه في القرآن الكريم يخاطب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقول له : ( سنقرؤك فلا تنسى ).
وقد تواتر من الفريقين أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه فكيف من لا ينام قلبه في حال النوم ينام قلبه حال اليقظة عن عبادة ربه التي قوامها التوجه والإقبال الخالص على الله.
سادساً : ما يعارض أخبار السهو روايات عديدة منها موثقة ابن بكير حيث أن النبي لم يسجد للسهو قط بل ولا يسجدهما فقيه.
سابعاً : فيما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد جاوز حد التواتر أنه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) وصحيح مسلم ١ | ٤٠٤.
(٢) سنن ابن ماجه ١ | ٣٨٣ الحديث ١٢١٣ والحديث ١٢١٤ وغيرها من كتب الصحاح والسنن.