فلم ينته ابن الخطاب.
ولمّا قرأ عليه عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم الآية : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ...
فلم ينته أبا حفص ...
ولّما قال العباس بن عبد المطلت : إن رسول الله قد مات ولمّا خرج على الناس وسألهم هل عند أحدكم عهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفاته ...
فلم ينته عمر الفاروق ...
فهل المغيرة بن شعبة وعمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم والعباس بن عبد المطلب والأنصار والمهاجرون وجميع صحابة رسول الله يكذبون على عمر الفاروق؟! إذن فعلام يعلو سيفه رؤوس المسلمين القائلين بوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أم هل يصح قول البعض بأن عمر خبل في ذلك اليوم (١)؟!
أم هوي سياسي كان يضمره ، وإن صاحبه هو بطل الموقف الذي سيحق لهم المآرب التي عقدرها قبل هذا اليوم؟!
ام كان علو من عمر في حق نبيه ...؟!
في الوقت الذي اطبقت المصادر ـ جميعاً ـ التاريخية والرجالية وكتب السير أن اتشكيك في موت الرسول بوم وفاته إنما هومن مختصات عمر بن الخطاب وقد انفرد به دون بقية المسلمين بإجماع المؤرخين!!.
أقول : لا يمكن تفسير موقف عمر بن الخطاب من موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا بأحد اللحتمالين : الاحتمال الأول أن نعتبر هكذا موقف نابعاً من سذاجة الخليفة عمر الفاروق ، وقصر إدراكه مما بعثة إلى الدهشة والتحيّر ...
والاحتمال الثاني أن نجزم بتنفيذ المؤامرة التي حيكت خيوطها في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحكم نسجها يوم وفاته. والذين أقدموا على تنفيذ هذه المؤامرة ، فيقيناً أن الإسلام لم يتغلغل في صدروهم.
__________________
(١) السيرة الحلبية ٣ | ٣٩٢.