قبله أحد. وقد بحث العلامة العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ بجزئين كبيرين أحوال هذا الرجل وأبطال قصصه المفتعلة والروايات التي وضعها والدس الذي بثه في كتاباته ومروياته.
فالروايات التي جاءت تحدّث عن عبد الله بن سبأ وفي طريقها الإمام علي أمير المؤمنين عليهالسلام والإمام الحسين عليهالسلام والإمام علي بن الحسين عليهالسلام والإمام الباقر عليهالسلام والإمام الصادق عليهالسلام كلها من مفتعلات سيف بن عمر حيث كان أموّياً متعصباً لهم ، معادياً لأهل البيت عليهمالسلام ، وقد نشط في زمانه أهل الوضع واتسعت حركة الزندقة وذلك في أواخر العصر الأموي والذي وقف حكام بني أمية من وراء الحركة يمدّونها بالمال والدّعم والتأييد والتبنّي لبعض أفكارها حقداً منهم وحسداً لأهل البيت عليهمالسلام وللإطاحة بالدّين الجديد حتى يتسنّى لهم التحكم في رقاب الناس واستعبادهم (١).
وبالتالي لا يشك أدنى باحث بأن السبائية ليست لها أي وجود وإنما ابتدعها سيف بن عمرو وخلق لها بطلها عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل ـ على حدّ زعمه ـ ثم أسلم ، وبعد ذلك أصبح من أقطاب المألّهين للإمام علي عليهالسلام وهذا كله مختلق لا يقبل الشك ولو قارنت بين مرواياته لبدا لك التناقض فيها جلياً واضحاً ، وما كتبه العلامة يغنينا عن كل تفصيل.
نعم هناك فرقة تسمى الحربية نسبة إلى عبد الله بن عمر بن حرب الكندي ، قالت هذه الفرقة بأن علياً إله العالمين وأنه توارى عن خلقه سخطاً منه عليهم وسيظهر (٢).
رابعاً : أبو عمرو الكشي عن محمد بن الحسين البراثي ، وعثمان بن حامد قالا : حدّثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين عن موسى بن يسار ، عن عبد الله بن شريك عن أبيه قال ، بينا علي عليهالسلام عند أمرأة من عنزة وهي أم عمرو إذا أتاه قنبر فقال : إن عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربّهم ، قال : ادخلهم ، قال : فدخلوا عليه.
__________________
(١) انظر كتابنا علم الرجال ، سبب الوضع والإفتراء على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) المقالات والفرق ٢١.