محمد العسكري أرله ، فهو يقول بربوبيته ، وتابع ابن نصير في هذه المقالة كل من ابن بابا القمي وفارس بن حاتم القزويني.
قال أبو عمر : وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري ، وذلك أنه ادعى أنه نبي رسول ، وأن علي بن محمد العسكري عليهالسلام أرسله وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليهالسلام ويقول فيه بالربوبية ويقول بإباحة المحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضاً ويقول إنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات وأن الله لم يحرم شيئاً من ذلك.
وقد رآه يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان وغلام له على ظهره قال : لقيته فعاتبته فقال إن هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر.
وكان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده ، ذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عياناً ، وغلام له على ظهره وأنه عاتبه على ذلك ، فقال إن هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر ، وافترق الناس فيه وبعده فرقاً ثلاث.
قال ابن خاقان ـ المتقدم ـ فلما اعتل محمد بن نصير العلة التي توفي فيها قيل له في علته وهو معتقل اللسان لمن يكون الأمر بعدك؟ فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد فلن يدر من هو (١).
قال نصر بن الصباح : الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد ابن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري عليهالسلام. وذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذّابين المشهورين ابن بابا القمي.
وقال سعد : حدّثني العبيدي ، قال : كتب إلى العسكري ابتداء منه : ابرأ إلى الله من الفهري والحسن بن محمد بن بابا القمي فأبرأ منهما ، فإني محذرك وجميع موالي وإني ألعنهما لعنة الله ، مستأكلين يأكلان بنا الناس ، فتانين مؤذين ، آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركساً. يزعم ابن بابا أني بعثته نبياً وأنه باب ، علهي لعنة الله ، سخر منه الشيطان فأغواه ، فلعن الله من قبل
__________________
(١) الكشي ٦ | ٨٠٥ ، المقالات والفرق ١٠١.