وفي رواية أخرى على المرية والهول من الحق والتردد والاستسلام للجهل وأهله.
______________________________________________________
كمايومئ إليه الاستشهاد بآية سورة النجم ، لأنه تعالى قال فيها : « وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » وقد روي عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي ، فسقط في دار علي عليهالسلام فقال المنافقون : لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى ، وما ينطق في شأنه إلا بالهوى ، فأنزل الله تعالى : « وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » يقول : وخالق النجم إذا هوى « ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ » يعني في محبة علي « وَما غَوى ، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى » يعني في شأنه « إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ».
وروى علي بن إبراهيم عن الباقر عليهالسلام يقول : ما ضل في علي وما غوى ، وما ينطق فيه عن الهوى ، وما كان ما قاله فيه إلا بالوحي الذي أوحى إليه ومثله كثير وقد ورد في الأخبار الكثيرة أنه لما عرج بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فكان قاب قوسين أو أدنى أوحى الله إليه في ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام وقال بعد ذلك : فأوحى إلى عبده ما أوحى ، يعني في علي عليهالسلام ثم قال : « أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى » أي أفتجادلونه من المراء. وقال علي ابن إبراهيم سئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك الوحي ، فقال : أوحى إلى أن عليا سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين فدخل القوم في الكلام ، فقالوا : أمن الله أو من رسوله؟ فقال الله جل ذكره لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قل لهم « ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى » ثم رد عليهم فقال : « أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى » فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قد أمرت فيه بغير هذا ، أمرت أن أنصبه للناس. فأقول : هذا وليكم من بعدي. ثم قال : « إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ ».
إلى أن قال : « فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا ، ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ » ثم قال : « فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى » وقد ورد في الأخبار الكثيرة