٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن ضريس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ » قال شرك طاعة وليس شرك عبادة وعن قوله عز وجل : « وَمِنَ
______________________________________________________
علم فيضعونها غير مواضعها ، وأما هذا الخبر فلعل المراد به أنه يطيع الشيطان ويتوهم أنه يطيع الله كاتباع البدع والاستبداد بالآراء في الأمور الشرعية وسوء الفهم لها ونحو ذلك إذا لم يتعمد المعصية فإن ذلك كله إطاعة للشيطان من حيث لا يعلم وهو شرك طاعة ليس بشرك عبادة لأنه تعالى نسبهم إلى الإيمان ، ولذا قيدناه بعدم التعمد فإنه مع التعمد كفر وخروج عن الإيمان وشرك عبادة ، وقد يقال « من حيث لا يعلم » متعلق بقوله فيشرك وهو بعيد لفظا وإن كان قريبا معنى.
الحديث الرابع : مجهول.
« شرك طاعة » أي المراد بالشرك شرك طاعة لغير الله لا شرك عبادة له فمن أطاع غير الله سواء كان شيطانا أو نفسا أمارة بالسوء أو إنسانا ضالا مضلا فقد أشرك بالله غيره وإن لم يسجد له.
« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ » قال الطبرسي : أي على ضعف من العبادة كضعف القائم على حرف أي على طرف جبل ونحوه عن علي بن عيسى ، قال : وذلك من اضطرابه في طريق العلم إذا لم يتمكن من الدلائل المؤدية إلى الحق فينقاد لأدنى شبهة لا يمكنه حلها ، وقيل : على حرف : على شك عن مجاهد ، وقيل : معناه أن يعبد الله بلسانه دون قلبه عن الحسن ، قال : الدين حرفان أحدهما اللسان والثاني القلب ، فمن اعترف بلسانه ولم يساعده قلبه فهو على حرف ، وقال البيضاوي : أي على طرف من الدين لا ثبات له فيه كالذي يكون على طرف الجيش فإن أحس بظفر قر وإلا فر ، روي أنها نزلت في أعاريب قدموا إلى المدينة فكان أحدهم إذا صح بدنه ونتجت فرسه مهرا (١) سويا وولدت امرأته غلاما سويا وكثر ماله وماشيته قال :
__________________
(١) المهر : ولد الفرس.