وآله وسلم بين صحابته رضي الله عنهم جاءه علي كرم الله وجهه وعيناه تدمعان فقال : يا رسول الله آخيت بين اصحابك ولم تواخ بيني وبين احد فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : انت اخي في الدنيا والآخرة.
ومن مناقب ضياء الدين الخوارزمي عن ابن عباس قال : لما آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار وهو انه صلىاللهعليهوآلهوسلم آخى بين ابي بكر وعمر وآخى بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف وآخى بين طلحة والزبير وآخى بين ابي ذر الغفاري والمقداد رضوان الله عليهم اجمعين ولم يواخ بين علي بن ابي طالب وبين احدٍ منهم ، خرج علي مغضباً حتى اتى جدولاً من الارض وتوسد ذراعه ونام فيه تسفى الريح عليه فطلبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجده على تلك الصفة فوكزه برجله وقال له : قم فما صلحت ان تكون الا أبا تراب ، اغضبت حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين احد منهم ، اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا ان لا نبي بعدي الا من احبك فقد حف بالأمن والايمان ومن ابغضك اماته الله ميتة جاهلية (١)
واذا كان الرسول الكريم قد تحمل في سبيل دعوته المشاق والمصاعب ابان تلك الفترة المتأزمة ، فان وصيّه قد شاركه في تحمل القسط الاكبر من المشاق والمصاعب التي عاناها ، وفدى نفسه لاجلها. وفي آية المباهلة كان نفس المصطفى ليس غيره اياها ، من المتفق عليه ان النبي محمداً صلى الله
__________________
(١) المصدر السابق / ص ٢٢.