نضح به صدر علي عليهالسلام ووجهه ثم دعا بفاطمة فقامت اليه في مراطها وهي تصعد عرفاً من الحياء فنضح عليها من الماء وقال لها : اما اني لم انكحك الا أحب اهلي اليَّ واعزهم علي او عندي ، ثم خرج وقال : دونك اهلك ، وما زال يدعو لنا حتى دخل الحجرة فرأى سواداً من وراء الباب ، فقال : من هذا؟ فقالت : اسماء ، قال : بنت عميس؟ قالت : نعم ، قال : امع بنت رسول الله جئت كرامة لرسول الله؟ قالت : نعم ، فدعا لها. وفي رواية انه جهز رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة في خميله وهي القطيفة. وفي رواية جهزها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعها قربة من ادم ووسادة من ادم حشوها ليف وجلد كبش ينامان عليه بالليل ويغلفان الناضح عليه في النهار ورحا وجرة (١).
ومما ينبغي ان يشار اليه في هذا الصدد هو ان المرأة العفيفة المصون فاطمة ، أدارت نفسها بنفسها ، ولم تتكل على خادمتها ، فهي الممرضة لزوجها واولادها ان دعاهم داعي السقام ، تعين زوجها على تنظيم اعماله وتتميم اشغاله ، وتقوم بتدبيرها بكل ما يتكفل راحته ، وقد انجبت نسلاً جامعاً لصفات الكمال ، متحلين بحلى الفضائل. علمت أولادها حسن السلوك وربتهم على العفاف والتقوى وعزة النفس.
لقد زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ابنته فاطمة من ابن عمه علي اشد الناس محبة للنبي واخلاصاً له منذ طفولته (٢) ، فهي قبس من نور محمد ، ووجه جميل يشع ويضىء على العالم الاسلامي لانها بنت الاطائب ،
__________________
(١) تذكرة الخواص / سبط بن الجوزي / ص ٣٠٧.
(٢) حياة محمد / محمد حسين هيكل / ص ١٨٥.