الذي اظنه فالله اشد بأساً وتنكيلاً وان لم يسكنه فما احب ان يقتل بي برئ (١) ثم قضى نحبه عليهالسلام وذلك لخمس خلون من ربيع الاول سنة خمسين من الهجرة وصلى عليه الحسين عليهالسلام ودفن بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد عليهاالسلام وعمره آنذاك سبع واربعون سنة.
تلك هي الشخصية الفذة التي حقنت دماء المسلمين ووطدت اركان الدين وحافظت على بيضته ودرأت عنه غوائل المعتدين الذين امعنوا بكل ما اوتوا من قوة وبأس على درس آثاره ومحو اخباره.
٢ / الامام الحسين عليهالسلام
خلفت فاطمة الزهراء عليهاالسلام بعد عام شبلها الثاني الامام ابا عبد الله الحسين عليهالسلام ، فقرت به عيون ابويه ، وامتلأ قلباهما بفيض من الحبور الغامر ، ذلك الضياء اللامع ، ضياء الفضيلة والشرف كان يتلألأ تلألؤ نور الشمس فوق صفحتها. وكان جده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبه حباً جماً حتى قال فيه : ( حسين مني وانا من حسين ) وقال فيه : ( حسين سبط من الاسباط ) وقال فيه : ( حسين روحي التي بين جنبي ). وقال فيه وفي اخيه عليهماالسلام : ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ) وقال ايضاً : ( الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا ) ، وقال : ( هما ريحانتاي من الدنيا ).
ان هذه الاحاديث النبوية الشريفة اثبتت مكانة الحسنين بالنسبة لجدهما
__________________
(١) الفصول المهمة / لابن الصباغ المالكي ص ١٥٠.