وفي يديه سطحية وركوة ومعه عكاز وهو شعث فسلم على الجماعة بصوت يرفعه ثم قال : انا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها ، فقالوا : مرحباً بك واهلاً ورفعوه فقال : اتعرفون لي احمد المزوق النائح؟ فقالوا : ها هو جالس. فقال : رأيت مولاتنا فاطمة عليهاالسلام في النوم فقالت لي : امض الى بغداد واطلبه وقل له : نح على ولدي الحسين عليهالسلام بشعر الناشئ الذي يقول فيه :
بني احمد قلبي بكم يتقطع |
|
بمثل مصابي فيكم ليس يسمع |
قال : وكان الناشئ حاضراً فبكى ولطم لطماً على وجهه وتبعه احمد المزوق والناس كلهم ، وكان اشد الناس كلهم في ذلك الناشئ والمزوق فناحوا بهذه القصيدة الى ان صلى الناس الظهر وتقوّض المجلس وجهدوا بالرجل ان يأخذ شيئاً منهم فأبى وقال : والله لو اعطيت الدنيا ما اخذتها فاني لا ارى ان اكون رسول مولاتي ثم آخذ من ذلك عوضاً ثم انصرف ولم يقبل شيئاً (١).
أي رزء اصاب الاسلام ، واية نكبة هدت كيان المسلمين !؟ لقد عظم الخطب وجل الرزء ، قال السيد حيدر الحلي :
زوج السيف بالنفوس ولكن |
|
مهرها الموت والخضاب النجيعُ |
الا ليس في هذه الدنيا الطويلة العريضة من درس بليغ ! درس في الشهامة والتضحية الغالية ، كالدرس الذي القاه الامام الشهيد الحسين بن علي عليهالسلام في يوم عاشوراء.
فأبى ان يعيش الا عزيزاً |
|
او تجلى الكفاح وهو صريعُ |
__________________
(١) المصدر السابق / ص ١٠٩.