بيان : قد يحمل أكثر ما ورد في الخبر على الاستعارة التمثيلية والمجاز الشائع في كلام العرب والله يعلم حقائق الامور.
٤ ـ تفسير على بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن يسار (٢) عن معروف بن خربوذ ، عن الحكم بن المستنير ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن من الآيات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه البحر الذي خلقه الله بين السماء والارض ، قال : وإن الله قدر فيه مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب ، ثم قدر ذلك كله على الفلك ، ثم وكل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك ، فهم يديرون الفلك فإذا أداروه دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب معه ، فنزلت في منازلها
____________________
في كل آن باعتبار امكانها مسلوبة النور والصفات والوجود بحسب ذاتها وانما تكتسب جميع ذلك من خالقها ومدبرها فهى في جميع الاوقات والازمان تحت عرش الرحمن وقدرته متحيرة في امرها ساجدة خاضعة لربها إلى ان قال وانما او مات لك إلى بعض الاسرار ليمكنك فهم غوامض الاخبار « انتهى كلامه رفع مقامه » ولعل السرفى الفرق بين نور الشمس ونور القمر بكون الاول من العرش والثانى من نور الكرسى ان الواسطة في القمر اكثر بواحدة من الشمس هى هى ، كما أن نور الكرسى من نور العرش فتفطن. يبقى السؤال عن علة عدم بيان حقيقة حال الشمس والقمر في الطلوع والغروب وغيرهما من الاحوال ، والجواب ان بيان حقيقة هذه الامور وايضاحها يتوقف على مقدمات علمية وشرائط ذهنية يتعذر التفهيم بدونها ومن المعلوم عدم وجود تلك الشرائط في ذلك الزمان وغرض النبى والائمة عليهم السلام من بيان الامور التكوينية سوق الانسان إلى الجانب الربوبى : وهدايته إلى معرفة الله تعالى وصفاته واسمائه بمعرفة آياته الافاقية والانفسية وإلا فتعليم الطبيعيات والفلكيات مما هو خارج عن شأن النبى واوصيائه عليهم السلام.
(٢) لم نجد في تراجم الخاصة والعامة من يسمى « عبدالله بن يسار » وكذا « الحكم ابن المستنير » والظاهر انهما مصحفا « عبدالله بن سنان » و « الحكم بن المستورد » كما في سند الكافى ، ثم الظاهر ان الصحيح هو « الحكم بن المستور » بلا دال في آخره كما في « جامع الرواة ج ١ ، ص ٢٦٧ » قال : معروف بن خربوذ عنه عن على بن الحسين عليهما السلام في حديث البحر مع الشمس في كتاب الروضة « انتهى » وعلى أى تقدير فلم نظفر له على مدح أو ذم في كتب الرجال.