لهلكت ، قال لابأس بهذا. وفي رواية زرارة ومحمد بن مسلم وحمران عنهما عليهما السلام أنه شرك النعم ، وروى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : إنه شرك لا يبلغ به الكفر (١) « انتهى » وأقول : ما ورد في الخبر قريب من الوجه الاخير ، و يدل على حرمة الاعتقاد بالنجوم والكهانة.
٩ ـ الكافى : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب عن النضر بن قرواش الجمال ، قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الجمال يكون بها الجرب أعزلها من إبلي مخافة أن يعديها جربها ، والدابة ربما صفرت لها حتى تشرب الماء؟ فقال أبوعبدالله (ع) : إن أعرابيا أتى رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله ، إني اصيب الشاة والبقرة والناقة بالثمن اليسير وبها جرب ، فأكره شراءها مخافة أن يعدي ذلك الجرب إبلي وغنمي.فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أعرابي فمن أعدى الاول؟ ثم قال رسول الله (ص) : لاعدوى ، ولاطيرة ، ولا هامة ، ولا شؤم ، ولاصفر ، ولارضاع بعد فصال ، ولا تعرب بعد هجرة ، ولا صمت يوما إلى الليل ، ولا طلاق قبل نكاح ، ولاعتق قبل ملك ، ولا تم بعد إدراك (٢).
ايضاح : قوله (ص) « لاعدوى » قال في النهاية : فيه : « لاعدوى ولاصفر » العدوى اسم من الاعداء كالدعوى والتقوى من الادعاء والاتقاء ، يقال : أعداه
____________________
(١) مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٢٦٧.
(٢) روضة الكافى : ١٩٦ أقول : المراد بنفى العدوى ان مخالطة المرضى ليست علة تامة مستقلة في سرايه الامراض ، وان كانت مؤثرة كان تأثيرها ناقصا ومنوطا باذن الله ومشيته. وبعبارة اخرى الغرض من هذا البيان انه لا ينبغى للموحدان يسند الفعل إلى غير الله تعالى ، لا أنه ليس لغيره أى تأثير حتى مع تسبيبه تعالى وجعله اياه مؤثرا ومثل ذلك الشفاء ، فان الله سبحانه هو الذى يبرئ ويشفى ، ولا يستلزم ذلك عدم تأثير الدواء ، لانه تعالى هو الذى جعل الدواء مؤثرا ، فالفعل بحسب الحقيقة مستند اليه ، وعلى هذا فلا منافاة بين هذا الحديث وبين ما ثبت في الطب والحديث من سراية بعض الامراض بواسطة المخالطة. مضافا إلى ان سببية ذلك انما هو على سبيل الاقتضاء أو الاعداد فربما يمنع عن تأثيره مانع ظاهرى كبعض الادوية أو غير ظاهرى كالدعاء والتوسل ونحوهما والله عزوجل هو مسبب الاسباب وهو على كل شئ قدير.