« ينطق عليكم بالحق » أي يشهد عليكم بالحق ، والمعني : يبينه بيانا شافيا حتى كأنه ناطق « إنا كانا نستنسخ ما كنتم تعملون » أي نستكتب الحفظة ما كنتم تعملون في دار الدنيا ، والاستنساخ : الامر بالنسخ مثل الاستكتاب ، وقيل : المراد بالكتاب اللوح المحفوظ يهشد بما قضى فيه من خير وشر ، وعلى هذا فيكون معنى « نستنسخ » أن الحفظة تستنسخ الخزنة ما هو مدون عندها من أعمال العباد وهو قول ابن عباس (١).
٢ ـ العلل : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة (٢) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : لم سمي البيت العتيق؟ قال : إن الله عزوجل أنزل الحجر الاسود لآدم من الجنة وكان البيت درة بيضاء ، فرفعه الله إلى السماء وبقي اسه ، فهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل ببنيان (٣) البيت على القواعد ، وإنما سمي البيت العتيق لانه اعتق من الغرق (٤).
٣ ـ تفسير على بن ابراهيم : « والبيت المعمور » قال : هو في السماء الرابعة
____________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٨٠.
(٢) هو أبوسلمة سالم بن مكرم بن عبدالله مولى بنى اسد كان من أصحاب ابى عبدالله عليه السلام وثقه النجاشى « ١٤٣ » وذكر في الخلاصة ان الشيخ وثقه في أحد قوليه وضعفه في الاخر ثم قال : الوجه التوقف في ما يرويه لتعارض الاقوال فيه وذكر الكشى انه كان اولا من اصحاب ابى الخطاب وكان في المسجد يوم بعث « عيسى بن موسى بن على » وكان عامل المنصور على الكوفة إلى ابى الخطاب لما بلغه أنهم قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوة ابى الخطاب ، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الاساطين يرون الناس انهم لزموها للعبادة وبعث إليهم فقتلهم جميعا لم يفلت منهم إلا رجل واحد فسقط بين القتلى فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص وكان هو ابا خديجة. ثم ذكر انه تاب وكان ممن يروى الحديث.
(٣) « في بعض النسخ يبنيان » وكذا في المصدر.
(٤) العلل : ج ٢ ، ص ٨٥.