بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ » (١) قال صدقت يا محمد أخبرني من أخبرك بهذا قال أخبرني جبرائيل قال عن من قال عن ميكائيل قال عن من قال عن إسرافيل قال عن من قال عن اللوح المحفوظ قال عن من قال عن القلم قال عن من قال عن رب العالمين قال وكيف ذلك يا محمد قال النبي صلىاللهعليهوآله يأمر الله القلم يكتب في اللوح وينزل في اللوح على إسرافيل ويبلغ إسرافيل ميكائيل ويبلغ ميكائيل جبرائيل قال صدقت يا محمد فأخبرني عن جبرائيل في زي الذكران أم في زي الإناث قال يا ابن سلام بل هو في زي الذكران قال فأخبرني ما طعامه وما شرابه قال يا ابن سلام طعامه التسبيح وشرابه التهليل قال صدقت يا محمد فأخبرني ما طوله وما عرضه وما صفته وما لباسه قال يا ابن سلام على قدر الملائكة لا بالطويل الأعلى ولا بالقصير الأدنى أغر مكحول ضوؤه كضوء النهار عند ظلمة الليل له أربعة وعشرون جناحا خضراء (٢) مكللة بالدر والياقوت مختومة باللؤلؤ عليه وشاح بطانته من إستبرق وظهارته الوقار والكرامة وجهه كالزعفران أقنى الأنف مدور الحدق (٣) لا يأكل ولا يشرب ولا يمل ولا يسهو وهو قائم بوحي الله تعالى إلى يوم القيامة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن بدء خلق الدنيا وأخبرني عن بدء خلق آدم كيف خلقه الله تعالى قال نعم يا ابن سلام إن الله سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه ولا إله غيره خلقه من طين بيده وخلق الطين من الزبد وخلق الزبد من الموج وخلق الموج من الماء قال صدقت يا محمد فأخبرني عن آدم لم سمي آدم قال يا ابن سلام لأنه خلق من طين الأرض وأديمها قال صدقت يا محمد فآدم خلق من الطين كله أو بعضه أو من طين واحد قال يا ابن سلام بل خلقه الله من الطين كله ولو أن آدم خلق من طين واحد لما عرف بعضهم بعضا وكانوا على صورة واحدة قال صدقت يا محمد هل لهم مثل بذلك (٤) في الدنيا قال نعم يا ابن سلام
__________________
(١) الزمر : ٦٧.
(٢) خضرا ( خ ).
(٣) الحدقة ( خ ).
(٤) في مخطوطة : هل هم كذلك في الدنيا.