من الجنة نعيمها ولا ينقص من النار عذابها فمن قال من العباد إن نعيمها يفنى (١) أو عذاب الله ينقضي فهو كافر بالله في كل شيء قال صدقت يا محمد فأخبرني عن جبل قاف ما خلفه وما دونه قال يا ابن سلام خلفه أرض ذهب وسبعون أرضا من فضة وسبعة (٢) أرضين من مسك.
قال : فما سكان هذه الأرضين قال الملائكة قال كم طول كل أرض منها وكم عرضها قال طول كل أرض منها عشرة آلاف سنة وعرضها كذلك قال صدقت يا محمد فما وراء ذلك قال حجاب الريح قال فما وراء ذلك قال [ من صح ] (٣) كيف محيط بالدنيا كلها تسبح الله تعالى قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون قال نعم يا ابن سلام مثلهم في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ويشرب مما تشربه ولا يبول ولا يتغوط ولو راث في بطنها وبال لانشق بطنها قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أنهار الجنة ما هي قال يا ابن سلام لبن لم يتغير طعمه وخمر وعسل مصفى وماء غير آسن قال صدقت يا محمد فجامدة هي أم جارية قال بل جارية بين أشجارها قال فهل تنقص أم تزيد قال لا يا ابن سلام قال فهل لذلك مثل في الدنيا قال نعم قال وما هو قال يا ابن سلام انظر إلى البحار تمطر فيها السماء وتمدها الأنهار من الأرض فلا تزيد ولا تنقص قال صف لي أنهار الجنة قال يا ابن سلام في الجنة نهر يقال له الكوثر رائحته أطيب من رائحة المسك الأذفر والعنبر حصاه الدر والياقوت عليه ختام من اللؤلؤ الأبيض وهو منزل أولياء الله تعالى.
قال صدقت يا محمد فصف لي أشجار الجنة قال في الجنة شجرة يقال لها طوبى أصلها من در وأغصانها من الزبرجد وثمرها الجوهر ليس في الجنة غرفة ولا حجرة ولا موضع إلا وهي متدلية عليه قال صدقت يا محمد فهل في الدنيا لها من مثل قال نعم الشمس المشرقة تشرق على بقاع الدنيا ولا يخلو من شعاعها مكان قال صدقت يا محمد فهل في الجنة ريح قال نعم يا ابن سلام
__________________
(١) يغنى ( خ ).
(٢) كذا والظاهر « سبع ».
(٣) كذا ، وكان فيه تصحيفا.