وعامة أهل السنة على أن حكمهم حكم آبائهم في الكفر وقد ذهبت طائفة منهم إلى أنهم في الآخرة من أهل الجنة وقد رويت آثار عن نفر من الصحابة واحتجوا لهذه المقالة بحديث النبي صلىاللهعليهوآله كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه واحتجوا بقول الله عزوجل « وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ » (١) واحتجوا بقول الله عز وجل « يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ » (٢) قال بعض أهل التفسير إنهم أطفال الكفار واحتجوا لذلك بأن اسم الولدان يشتق من الولادة ولا ولادة في الجنة فكانوا هم الذين نالتهم الولادة في الدنيا وروي عن بعضهم أنهم إن كانوا سبيا وخدما للمسلمين في الدنيا فهم كذلك خدم لهم في الجنة.
٥٣ ـ تفسير علي بن إبراهيم : في قوله تعالى « إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ » حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان سبب نزول هذه الآية أن فاطمة عليهالسلام رأت في منامها أن رسول الله صلىاللهعليهوآله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة فتعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله شاة كبراء وهي التي في إحدى أذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بحمار فأركب عليه فاطمة عليهاالسلام وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام من المدينة كما رأت فاطمة عليهاالسلام في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له (٣) طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليهاالسلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآله شاة كبراء كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها
__________________
(١) التكوير : ٩ ـ ١٠.
(٢) الواقعة : ١٧.
(٣) في المصدر : لهم.