يدخل (١) فيه وقالوا إن الطيران للشرار دليل ردي والحبل العهد والأمان لقوله تعالى « وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً » (٢).
واعلم أن التأويل قد يكون بدلالة كتاب أو سنة أو من الأمثال السائرة بين الناس وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني وقد يقع على الضد فالتأويل بدلالة القرآن كالحبل يعبر بالعهد كما مر والسفينة بالنجاة قال تعالى « فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ » (٣) والخشبة بالنفاق لقوله تعالى « كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ » (٤) والحجارة بالقسوة لقوله تعالى « أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً » (٥) والمرض بالنفاق لقوله « فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ » (٦) والماء بالفتنة في حال لقوله « لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ » (٧) وأكل اللحم الني بالغيبة لقوله « أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً » (٨) ودخول الملك محلة أو بلدا أو دارا يصغر عن قدره وينكر دخول مثله مثلها يعبر بمصيبة وذل ينال أهله لقوله « إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها » (٩) والبيض بالنساء لقوله « كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ » (١٠) وكذلك اللباس لقوله « هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ » (١١) واستفتاح الباب بالدعاء لقوله « إِنْ تَسْتَفْتِحُوا » (١٢) أي تدعوا.
والتأويل بدلالة الحديث كالغراب بالرجل الفاسق لأن النبي صلىاللهعليهوآله سماه فاسقا والفأرة بالمرأة الفاسقة لأنه صلىاللهعليهوآله سماه فويسقة والضلع بالمرأة لقوله صلىاللهعليهوآله إنها خلقت من ضلع أعوج والقوارير بالنساء لقوله صلىاللهعليهوآله رويدك سوقا بالقوارير.
والتأويل بالأمثال كالصائغ بالكذاب لقولهم : أكذب الناس الصواغون. وحفر الحفرة بالمكر لقولهم من حفر حفرة لأخيه وقع فيها قال تعالى : « وَلا يَحِيقُ
__________________
(١) يدخله فيه ( خ ).
(٢) آل عمران : ١٠٣.
(٣) العنكبوت : ١٥.
(٤) المنافقون : ٤.
(٥) البقرة : ٧٤.
(٦) البقرة : ١٠.
(٧) الجن : ١٦.
(٨) الحجرات : ١٢.
(٩) النمل : ٣٤.
(١٠) الصافات : ٤٩.
(١١) البقرة : ١٨٧. (١٢) الأنفال : ١٩.