بلا توسط أحد والأخرى ما يصيبه بسبب تسلط الغير عليه فهو النقمة أي ينتقم الله منه بغيره وعقوبة المؤمن منحصرة فيهما وأما الكافر فيجتمع عليه عقاب الدنيا وعذاب الآخرة ويحتمل أن تكون أن مخففة وكان المعنى إنما يفعله باستكراه الشهوة وعدم طاقته لمقاومتها لعسر تركها عليه لا بسبب اختياره وخروجه عن التكليف وأما الكافر فيفعلها عمدا واعتداء واستهانة بأمر الله ونهيه كما ورد في خبر آخر فإذا وقع الاستخفاف فهو الكفر.
« حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ » الآية في سورة البقرة هكذا « وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً » قال البيضاوي علة ود « مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ » يجوز أن يتعلق بود أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم وتشهيهم لا من قبل التدين والميل مع الحق أو بحسدا أي حسدا بالغا منبعثا من أصل نفوسهم (١) انتهى وظاهر الخبر أن الاستشهاد بقوله « مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ » أي باختيارهم لا باستكراه واضطرار وخطإ ونسيان فيدل على أن المؤمن لا يرتكب المعصية إلا على أحد هذه الوجوه فالمراد بالمؤمن الكامل وهو الذي لا يخاف عليه العذاب في الآخرة وعلى ما أولنا يشمل غيره أيضا ولا يخفى ما في الخبر من التشويش وكأنه من الرواة وهو مع ذلك مشتمل على رموز خفية وأسرار غيبية وحكم ربانية وحقائق إيمانية « لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ »
٧ ـ العلل : عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي (٢) عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام إن الله تبارك وتعالى لما أحب أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة قال ولما كان من شأن الله أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير لما هو مكونه في السماوات والأرض وعلمه لما أراد من ذلك كله كشط عن أطباق السماوات ثم قال للملائكة انظروا إلى أهل
__________________
(١) أنوار التنزيل : ج ١ ص ١٠٦.
(٢) في المصدر : عن أبي جعفر عليهالسلام.