المضحكة قلت نعم قال الحمد لله إن الأرواح جنود مجندة الحديث.
وفي كلام بعضهم الروح نقاب أي يعلم بالأشياء وهذه كناية عن العلم والفطنة والذكاء والمعرفة والدهاء والعرب تعبر بالروح عن الحياة والله الموفق.
وأقول إن تحقيق أمر الروح عسير ولا يعلم حقيقة ذلك إلا من خلقه وأوجده وركبه « وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً » ولو أراد الله تعالى أن يعلم حقيقته وماهيته بكنهه لأعلمناه وقال « وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » فقال حتى نسكت عما أسكت الله عنه وقد أوردت بعض ما سمعت فيه وعلمت وأنت محكم فانظر فيه واحكم والتوقف فيه فرض من لا فرض له والله أعلم وأحكم ثم رسوله صلىاللهعليهوآله وفائدة الحديث إعلام أن الجنس إلى الجنس أميل وإليه أسوق وأشوق والتعارف مما يجر الائتلاف وبالعكس وراوية الحديث عائشة.
٥١ ـ شهاب الأخبار : قال النبي صلىاللهعليهوآله الناس معادن كمعادن الذهب والفضة.
الضوء : المعدن مستقر الجوهر من قولك عدن بالمكان إذا أقام فيه ومنه « جَنَّاتُ عَدْنٍ » أي إقامة والذهب الجسد المعروف الذي ذهب الناس فيه والقطعة ذهبة وذهب الرجل إذا رأى القطعة الكبيرة من الذهب في المعدن فدهش والفضة أحد الثمنين وهو أحد الأجساد أيضا فيقول صلىاللهعليهوآله الناس متفاوتون كتفاوت المعادن متفاضلون كتفاضل الجواهر المجلوبة منها فمنها الذهب والفضة والنحاس والحديد والأسرب والرصاص والزرنيخ والفيروزج وغير ذلك وكان الغرض النبوي أن يعلمك أن الناس متفاوتون أمثال الفلز والخرز ليسوا بأمثال وإن كانوا من جنس واحد ومورد هذا الحديث على العكس من مورد الحديث الذي قبله يعني قوله صلىاللهعليهوآله الناس كأسنان المشط فكأنه صلىاللهعليهوآله يقول إذا صادفت أحدا فتعرف أحواله وتجسس أفعاله وأقواله فإن كان صالحا فعليك به فهو من المعدن النفيس فإن كان طالحا فالهرب الهرب منه فهو من المعدن الخسيس وفائدة الحديث الإعلام بتفاوت الناس على أنهم بنو الرجل وراوي الحديث أبو هريرة وتمام الحديث خيارهم في الجاهلية خيارهم