٨ ـ وبهذا الإسناد قال كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه وما أزرعه إلا ليتناوله الفقير وذو الحاجة وليتناول منه القنبرة خاصة من الطير (١).
الكافي : عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان عن أبي أيوب مثل الخبرين (٢).
تبيين يظهر من المجالس أن علي بن محمد بن سليمان هو القاساني وأن سليمان تصحيف شيرة فإن القاساني هو علي بن محمد بن شيرة كما ذكره النجاشي ثم اعلم أنه لا يبعد أن تكون الأخبار الواردة في حب بعض الحيوانات والنباتات والجمادات لهم عليهالسلام وبغض بعضها لهم وكونها منسوبة إلى أعدائهم محمولة على أنه للأشياء الحسنة ارتباط واقعي منسوب بعضها إلى بعض وللأجناس الخبيثة ربط واقعي لبعضها إلى بعض سواء كانت من الإنسان والحيوانات أو الجمادات (٣) أو الأعمال أو الأفعال أو الأخلاق أو غيرها فالطيور الحسنة مثلا من جهة حسنها الواقعي كأنها تحب المقدسين من البشر لاشتراكها معهم في الحسن وكذا النباتات والجمادات وغيرها والأمور القبيحة والأشياء الخبيثة لها مناسبة بالملعونين من البشر فكأنها تحبهم لمناسبتها لهم وتبغض الأئمة وشيعتهم لمباينتها إياهم والتسليم لها مجملا وتفويض علمها إليهم أحوط وأولى وقد مر بعض القول في مثله.
٩ ـ حياة الحيوان : العصفور بضم العين وحكى ابن رشيق الفتح أيضا والأنثى عصفورة قال حمزة سمي عصفورا لأنه عصى وفر وهو أنواع منها ما يطرب بصوته ومنها ما يعجب بصوته وحسنه والعصفور الصوار هو الذي يجيب إذا دعي وعصفور الجنة هو الخطاف وأما العصفور الدوري فإن في طباعه اختلافا وذلك أن فيه من الطباع ما يشبه طباع السباع وهو أكل اللحم ولا يزق فراخه ومن
__________________
(١) المجالس والاخبار : ٧١.
(٢) فروع الكافي ٦ : ٢٢٥ فيه : ليناله المعتر.
(٣) في المخطوطة : والحيوانات والجمادات.