وبالدنيا تحرز الآخرة أي تحاز وتجمع سعاداتهما فإن الدنيا مضمار الآخرة ومحل الاستعداد واكتساب الزاد ليوم المعاد أو المراد بالدنيا الأموال ونحوها أي يمكن للإنسان أن يصرف ما أعطاه الله من المال ونحوه على وجه يكتسب به الآخرة والزلفة والزلفى بالضم فيهما القربة وأبرزه الشيء إبرازا وبرزه تبريزا أي أظهره وكشفه.
والغاوي العامل بما يوجب الخيبة أي بالقيامة أو فيها يقرب الجنة للمتقين ليدخلوها أو ليستبشروا بها ويكشف الغطاء عن الجحيم للضالين كما قال سبحانه « وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ » (١) قيل وفي اختلاف الفعلين دلالة على غلبة الوعد والقصر بالفتح الغاية كالقصارى بالضم وقصرت الشيء حبسته وقصرت فلانا على كذا رددته على شيء دون ما أراد كذا في العين أي لا محبس للخلق أو لا غاية لهم دون القيامة أو لا مرد لهم عنها.
وأرقل أي أسرع والمضمار موضع تضمير الفرس ومدته وهو أن تعلفه حتى يسمن ثم ترده إلى القوت وفسر المضمار بالميدان وهو أنسب بالمقام.
٢٧ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها شتاء ولا قيظا قيل يا رسول الله وما هي قال النخلة.
بيان : القيظ صميم الصيف من طلوع الثريا إلى طلوع سهيل.
٢٨ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن محمد العلوي عن جده الحسين عن أبيه إسحاق بن جعفر عن أخيه الكاظم عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال : يعير الله عز وجل عبدا من عباده يوم القيامة فيقول عبدي ما منعك إذ مرضت أن تعودني فيقول سبحانك سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض فيقول مرض أخوك المؤمن فلم تعده وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك وذلك من كرامة عبدي
__________________
(١) الشعراء : ٩٠ و ٩١.