٧ ـ سن : (١) أبيه عن أبيه ، عن حماد بن عمرو ، عن السري بن خالد ، عن أبي عبدالله عن آبائه عليهمالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله قال لعلي عليهالسلام : يا علي اوصيك بوصية فاحفظها عني ، فقال له علي : يا رسول الله أوص فكان في وصيته أن قال : إن اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله ، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله ، فان الرزق لا يجره حرص حريص ولات يصرفه كراهية كاره : إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا عبادة كالتفكر.
يا علي آفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان ، وآفة العبادة الفترة ، و آفة الظرف الصلف (٢) وآفة السماحة المن ، وآفة الشجاعة البغر ، وآفة الجمال الخيلاء ، وآفة الحسب الفخر.
ياعلي إنك لاتزال بخير ما حفظت وصيتي أنت مع الحق والحق معك.
٨ ـ كا : (٣) محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية ابن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : كان في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام أن قال : يا علي اوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ، ثم قال : اللهم أعنه :
____________________
(١) المحاسن ص ١٦ و ١٧.
(٢) الظرف ـ بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء ككتف ـ أى البليغ. والصلف ـ بفتح الصاد واللام ـ هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار مع تكبر. قال المناوى : الصلف ـ بالتحريك ـ مجاوزة القدر ، يعنى عاهة براعة اللسان وذكاء الجنان التطاول على الاقران والتمدح بما ليس في الانسان ، والمراد ان الظرف من الصفات الحسنة لكن له آفة رديئة كثيرا ما تعرض له فاذا عرضت له أفسدته فليحذر ذوالظرافة تلك الافة.
(٣) روضة الكافى ص ٧٩.