١٠
* ( باب ) *
* ( عهد أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الاشتر (ره) حين ولاه مصر ) *
١ ـ ف : (١) هذا ما أمر به عبدالله علي أميرالمؤمنين مالك بن الحارث الاشتر في عهده إليه حين ولاه مصر ، جباية خراجها ومجاهدة عدوها واستصلاح أهلها وعمارة بلادها (٢).
أمره بتقوى الله وإيثار طاعته واتباع ما أمره الله به في كتابه : من فرائضه وسننه التي لا يسعد أحد إلا باتباعها ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها. وأن ينصر الله بيده وقلبه ولسانه ، فانه قد تكفل بنصر من نصره إنه قوي عزيز. وأمره أن يكسر من نفسه عند الشهوات فان النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم. وأن يعتمد كتاب الله عند الشبهات فإن فيه تبيان كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. وأن يتحرى رضي الله ، ولايتعرض لسخطه ، ولا يصر على معصيته ، فانه لا ملجأ من الله إلا إليه.
ثم اعلم يا مالك أني قدو جهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور وإن الناس ينظرون من امورك في مثل ما كنت تنظر فيه من امور الولاة قبلك ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم. وإنما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده. فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح بالقصد
____________________
(١) تحف العقول ص ١٢٦.
(٢) مختار هذا العهد منقول في النهج مع اختلاف يسير. والاشتر هومالك بن الحارث الاشتر النخعى من اليمن كان من أكابر أصحابه عليهالسلام ذا النجدة والشجاعة روى أن الطر ماح لما دخل على معاوية قال له : قل لابن أبى طالب : انى جمعت العساكر بعدد حب جاورس الكوفة وها أنا قاصده فقال له الطرماح : ان لعلى عليهالسلام ديكا أشتر يلتقط جميع ذلك. فانكسر من قوله معاوية.