في ماله ، أو في ولده ، أو في نفسه ، فيؤجر عليه أوهم لا يدري من أين هو (١)؟
وقال عليهالسلام : إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا باحدى خصلتين : إما بذهاب ماله أوبلية في جسده (٢).
وعنه عليهالسلام قال : إن في الجنة لمنزلة لا يبلغها العبد إلا ببلاء في جسده (٣).
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : خرج موسى عليهالسلام فمر برجل من بني إسرائيل فذهب به حتى خرج إلى الظهر ، فقال له : اجلس ، حتى أجيئك ، وخط عليه خطة ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : إني استودعك صاحبي وأنت خير مستودع ، ثم مضى ، فناجاه الله بما أحب أن يناجيه ، ثم انصرف نحو صاحبه ، فاذا أسد قد وثب عليه فشق بطنه ، وفرث لحمه ، وشرب دمه ، قلت : وما فرث اللحم؟ قال : قطع أوصاله ، فرفع موسى عليهالسلام رأسه فقال : يا رب استودعتك وأنت خير مستودع فسلطت عليه شر كلابك ، فشق بطنه ، وفرث لحمه ، وشرب دمه؟ فقيل يا موسى إن صاحبك كانت له منزلة في الجنة ، لم يكن يبلغها إلا بما صنعت به ، انظر! وكشف له الغطاء فنظر موسى عليهالسلام فاذا منزل شريف ، فقال رب رضيت (٤).
بيان : قال الجوهري : فرثت كبده أفرثها فرثا وفرثتها تفريثا إذا ضربته وهو حي فانفرثت كبده أي انتثرت وأفرثت الكرش إذا شققتها وألقيت ما فيها.
٥٦ ـ الجامع : عن الكاظم عليهالسلام قال : لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة ، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء.
وعن أبي الجارود،عن ابي جعفر،عن آبائه عليهمالسلام قال:قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلى بها بالفقر ، فان كان في ذلك كفارة لذنوبه ، وإلا ابتلي بالمرض ، فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ابتلي بالخوف من السلطان يطلبه ، فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق عليه عند خروج نفسه ، حتى يلقى
____________________
(١ و ٢) جامع الاخبار ص ١٣٣.
(٣ و ٤) جامع الاخبار ص ١٣٤.