في عبادته ، كما قال المفسرون في قوله تعالى ( لا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون ) (١) وليس المراد بالاسلام هنا معناه المتعارف ( لانعبد إلا إياه مخلصين له الدين ) أي عبادتنا منحصرة فيه سبحانه حال كوننا غير خالطين مع عبادته عبادة غيره ، والمراد أنا لانعبد غيره لا على الانفراد والا على الاشتراك.
٢١ ـ مصباحى الشيخ (٢) والكفعمى وابن الباقى وغيرهم : ثم تقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، زنة عرشه ومثله ومداد كلماته ومثله وعدد خلقه ومثله وملء سماواته ومثله وملء أرضه ومثله وعدد ما أحصى كتابه ومثله ، وعدد ذلك أضعافا وأضعافه أضعافا مضاعفة لايحصى تضاعيفها أحد غيره ومثله.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ) عشر مرات (٣).
توضيح : عشر مرات متعلق بقوله ( أشهد ) إلى آخره كما سيأتي. قوله عليهالسلام : ( ومداد كلماته ) أي علومه وحكمه أو تقديراته ، أي اريد أن اسبحه واهلله و امجده واكبره واحمده بعدد هذه الاشياء ، أو يستحق جميع ذلك بعددها ، لان كلا منها يدل على تنزيهه وتوحيده ومجده ، ويستحق بكل منها حمدا وثناء.
قال الجزري : فيه ( سبحان الله مداد كلماته ) أي مثل عددها ، وقيل : قدرما يوازيها في الكثرة عيار كيل ئو وزن أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير ، وهذا تمثيل يراد به التقريب ، لان الكلام لايدخل في الكيل والوزن وإنما يدخل في العدد ، و المداد مصدر كالمد يقال مددت الشئ مدا ومدادا وهو مايكثر ويزداد ، وقال أيضا فيه ( سبحان الله عدد كلماته ) أي كلامه وهو صفته ، وصفانه لاتنحصر بالعدد فذكر العدد هنا مجازا للمبالغة في الكثرة ، وقيل يحتمل أن يريد عدد الاذكار أو عدد الاجور على
____________________
(١) البقرة : ٢٨٥.
(٢) مصباح الشيخ ص ١٤١.
(٣) البلد الامين ص ٤٩.