واللام في قوله ( للصلوة ) للاجل والتوقيت ، وحينئذ يدل على عدم اعتبار الاذان قبل وقت الصلاة في ذلك ، و ( من ) بيانية ومفسره لاذا ، أو بمعنى ( في ) أو للتبعيض ، والجمعة بضم الميم والسكون لغتان اليوم المعهود وإنما سمي به لاجتماع الناس فيه للصلاة (١) وقيل : لانه تعالى فرغ فيه من خلق الاشياء فاجتمعت فيه المخلوقات ، وقيل : أول من سماه به كعب بن لؤي ، وكان يقال له العروبة.
( فاسعوا إلى ذكر الله ) (٢) الظاهر أن التعبير بهذه العبارة لتأكيد الامر و
____________________
(١) وفيه لغة ثالثة على ما حكاه الطبرسى في المجمع عن الفراء وهى الجمعة كضحكة وهمزة ، وفى المغرب أن الجمعة اسم للاجتماع كما أن الفرقة اسم للافتراق.
وقد كان الاجتماع في هذا اليوم معهودا للامة الاسلامية مسنونا بسنة النبى صلىاللهعليهوآله من لدن أن نزل المدينة فصلى في بنى سالم بن عوف صلاة الظهر ركعتين وقدم لها خطبة فصارت أول جمعة جمعها رسول الله في الاسلام وخطبته في ذلك اليوم أو خطبة خطبها.
ثم انه صلىاللهعليهوآله التزمها سنة له يصلى في كل اسبوع كذلك ليكون ذكرى لاول يوم تمكن الاسلام على عرش الحكومة ، وعيدا للمسلمين يجتمعون فيه بالبشارة والزينة ويذكرون الله عزوجل ويشكرونه على ذلك النعم. الا أن الناس لم يكونوا ليجتمعوا كلهم ولا ليسمونه يوم الجمعة علما ( بزعمى ) وربما تفرقوا حين خطبته صلىاللهعليهوآله وابتغوا التجارة واللهو و تركوه قائما.
وأما بعد نزول الاية والسورة ( وصريح الخطاب فيها يدل على أنها محكمة من أمهات الكتاب من دون تشابه ) فقد صار مفاد الاية بجميع أحكامها ومتعلقاتها مفروضة على الامة الاسلامية حتى تسمية اليوم بيوم الجمعة ، بحيث أنه لم يجز تسميته بسائر الاسماء المعروفة عندهم أيام الجاهلية.
(٢) المراد بالسعى ، هو الاسراع في المضى والاهتمام بالوصول إلى محل النداء حتى أنه لو وجد فراغا وساحة هرول هرولة كما يسعى الحاج بطواه بين الصفا والمروة.
ولا يذهب عليك أن فرض السعى
انما هو على من سمع النداء ولم يحضر المجتمع