والسند والصين يطلعان على أهل تلك البلاد قبل طلوعها على أهل افريقية وأهل جزيرة الاندلس وبلاد النوبة ، وعكس ذلك في غروبها.
وقال ابن قتيبة في أدبه : وسهيل كوكب أحمر منفرد عن الكواكب ومطلعه على يسار مستقبل القبلة العراقية ، وهو لا يرى في شي ء من بلاد أرمينية وبنات نعش تغرب في بلاد عدن ولا تغرب في شئ من أرمينية ، والنسر يطلع على أهل الكوفة قبل قلب العقرب بسبع ، وبين رؤية سهيل بالحجاز وبين رؤيته بالعراق بضع عشر ليلة : والمرثى الرؤية :
« في المقدسين » بفتح الدال في الملائكة الذين قدستهم وطهرتهم من الذنوب والعيوب.
« فوق أحساس الكروبيين » المضبوط بخط الشيخ شمس الدين بفتح الهمزة جمع الحس ، وفي نسخ المصباح وكتابي الكفعمي بكسر الهمزة ، ولكن يظهر من شرحه أنه بالفتح.
قال : فوق نقيض تحت قال تعالى : « والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة » (١) أي أعلى منزلة عند الله تعالى ، وأحساس الكروبيين أصواتهم الحس والحسيس الصوت الخفي ، والمعنى أن كلامه سبحانه أعلى من كل شئ وفوق كل شئ لانه فوق أصوات الكروبيين ، والكروبيون هم القريبون منه تعالى ، من قولك كرب كذا أي قرب ، وكربت الشمس قريب للمغيب ، وكل دان قريب فهو كارب ، والمراد بقربهم منه تعالى شرف منزلتهم عنده وجلالة محلهم منه ، ومنه حديث أبي العالية الكروبيون هم سادة الملائكة والكروبيون بالتشديد وروى التخفيف سليمان الطائي انتهى وفي القاموس الكروبيون مخففة الراء سادة الملائكة.
أقول : ويمكن أن يكون المراد بفوق أحساس الكروبيين أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت كان فوق أمكنتهم ، أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم ، فالمراد فوقها في الخفاء كما قيل في قوله تعالى سبحانه « بعوضة فما
____________________
(١) البقرة : ٢٢٢.