« وذكر اسم ربه فصلى » قيل : أي وحد الله ، وقيل : ذكر الله بقلبه في صلاته
____________________
« سنقرئك فلا تنسى » الشاهد على كونها نازلة في أوائل البعثة وقد نقل الطبرسى رحمه الله في تفسير سورة الدهر ج ١٠ ص ٤٠٥ عن ابن عباس أنها ثامنة السور النازلة على الرسول صلىاللهعليهوآله ، مع ما فيه من مقابلة الاشقى بالذى يخشى على حد المقابلة في سائر السور المكية القصار كما في سورة الليل ، وفيها مقابلة الاشقى بالاتقى الذى يؤتى ماله يتزكى.
وأما الزكاة فقد كانت واجبة من أول الاسلام كالصلاة ففى سورة المؤمنون وهى مكية : « قد أفلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذينهم عن اللغو معرضون و الذين هم للزكاة فاعلون » وفى سورة النمل وهى مكية : « تلك آيات القرآن وكتاب مبين * هدى وبشرى للمؤمنين * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون » ومثله في صدر سورة لقمان وهى مكية.
وفى سورة المزمل وهى مكية « علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤا ما تيسر منه وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وأقرضوا الله قرضا حسنا ».
فالزكاة قد أمرت بها في صدر سورة المؤمنون والنمل ولقمان وكلها مكية من دون اختلاف خصوصا صدر هذه السور فان اعتبار السورة انما هو بصدرها ، والايات المدنية انما كانت تلحق بأواسط السورة وأواخرها ، وأما في سورة المزمل ، فالاية تشهد أنها نزلت قبل أن يتشكل للاسلام جمع فيهم مرضى وآخرون يضربون في الارض ، كيف و التقال في سبيل الله ولم يؤذن لهم الا بالمدينة ، مع ما روى أنها خامسة السور النازلة.
وأما قوله عزوجل في هذه
السورة ـ سورة الاعلى « قد افلح من تزكى » فالمراد
بالتزكية هنا تزكية الاموال لتكون سببا لتزكية النفوس ولذلك سميت الزكاة زكاة قال
الله
عزوجل : « خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها
» براءة : ١٠٣ وهى من السور
النازلة بالمدينة بعد عزوة تبوك ، وقال عزمن قائل : « وسيجنبها
الاتقى الذى يؤتى ماله
يتزكى » الليل : ١٨ وهى من السور النازلة بمكة بعد
سورة الاعلى من دون فصل يعتدبه