فان قال : فلم جعل فيها اثنا عشر تكبيرة؟ قيل : لانه يكون في ركعتين اثنا عشر تكبيرة ، فلذلك جعل فيها اثنا عشر تكبيرة ، فان قال : فلم جعل سبع في الاولى و خمس في الاخرة ، ولم يسو بينهما؟ قيل : لان السنة في صلاة الفريضة أن يستفتح بسبع تكبيرات ، فلذلك بدأ ههنا بسبع تكبيرات ، وجعل في الثانية خمس تكبيرات لان التحريم من التكبير في اليوم والليلة خمس تكبيرات ، وليكون التكبير في الركعتين جميعا وترا وترا.
فان قال : فلم جعلت الخطبة يوم الجمعة قبل الصلاة وجعلت في العيدين بعد الصلاة؟ قيل : لان الجمعة أمر دائم يكون في الشهر مرارا ، وفي السنة كثيرا ، فاذا كثر ذلك على الناس ملوا وتركوه ولم يقيموا عليه ، وتفرقوا عنه فجعلت قبل الصلاة ليحتبسوا على الصلاة ، ولا يتفرقوا ولا يذهبوا ، وأما العيدين فانما هو في السنة مرتين وهو أعظم من الجمعة والزحام فيه أكثر ، والناس فيه أرغب ، فان تفرق بعض الناس بقي عامتهم ، وهو ليس بكثير فيملوا ويستخفوا به (١).
بيان ، « على ما من عليهم » أي من توفيق صوم شهر رمضان وغيره من النعم « ويوم فطر » أى إفطار أو زكاة الفطر ، فالزكاة تأكيد له أوهي بمعنى النمو أي الزيادة في المثوبات « على ما هدى » أي لاجل هدايته « اثنتى عشرة تكبيرة » إذ تكبيرات الركوع والسجود خمس في كل ركعة ، فمع تكبيرتي الاحرام والقنوت تصير اثنتي عشرة تكبيرة.
١٥ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن إبراهيم ، عن عثمان بن محمد ، عن علي ابن الحسين ، عن محمد بن أحمد الطوسي ، عن محمد بن أسلم ، عن الحكم ، عن سعيد ابن بشير ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من صام رمضان وختمه بصدقة وغدا إلى المصلى بغسل رجع مغفورا له (٢).
ومنه : عن محمد بن إبراهيم ، عن عثمان بن محمد وأبي يعقوب القزاز معا عن
____________________
(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١١٥ ـ ١١٦.
(٢) ثواب الاعمال ص ١٠٢.