استنجدت الاعتصام بك كافيا من أسباب خلقك ، فأرنى مبشرات من إجابتك تفي بحسن الظن بك ، وتنفي عوارض التهم لقضائك ، فانه ضمانك للمجتدين (١) ووفاؤك للراغبين إليك.
اللهم ولا أذلن على التعزز بك ، ولا أستقفين نهج الضلالة عنك ، وقد أمتك ركائب طلبتي ، وانيخت (٢) نوازع الامال مني إليك ، وناجاك عزم البصائر لي فيك اللهم ولا اسلبن عوايد مننك غير متوسمات (٣) إلى غيرك ، اللهم وجدد لي صلة الانقطاع إليك ، واصدد قوى سببي عن سواك ، حتى أفر عن مصارع الهلكات إليك ، وأحث الرحلة إلى إيثارك باستظهار اليقين فيك ، فانه لا عذر لمن جهلك بعد استعلاء الثناء عليك ، ولا حجة لمن اختزل عن طريق العلم بك مع إزاحة اليقين مواقع (٤) الشكوك فيك ، ولا يبلغ إلى فضائل القسم إلا بتأييدك وتسديدك ، فتولني بتأييد من عونك ، وكافني عليه بجزيل عطائك.
اللهم اثنى عليك أحسن الثناء لان بلاءك عندي أحسن البلاء : أو قرتني نعما وأوقرت نفسي ذنوبا ، كم من نعمة أسبغتها على لم اؤد شكرها ، وكم من خطيئة أحصيتها على أستحيى من ذكرها وأخاف جزاءها ، إن تعف لي عنها فأهل ذلك أنت وإن تعاقبني عليها فأهل ذلك أنا اللهم فارحم ندائي إذا ناديتك ، وأقبل على إذا ناجيتك فاني أعترف لك بذنوبي ، وأذكر لك حاجتي ، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي و قسوة قلبي وميل نفسي ، فانك قلت « فما استكانوا لربهم وما يتضرعون » وها أنا ذا يا إلهى قد استجرت بك وقعدت بين يديك ، مستكينا متضرعا إليك راجيا لما عندك ، ترانى وتعلم ما في نفسي وتسمع كلامي وتعرف حاجتي ومسكنتي (٥) وحالي
____________________
(١) في مطبوعة الكمبانى : للمجتهدين.
(٢) وانتحت ، انتحيت خ.
(٣) مترسمات خ.
(٤) مواضع خ.
(٥) مسئلتى خ.