ليس من السهل استيعاب جميع ما ورد عن ابن عباس في دواوين الحديث في التراث السني ، فهو من الكثرة بما فيها من المكرر والمنكر ما يزيد على المليون؟ وهذا ما يصعب على الباحث الإحاطة بها ، وغربلتها من ذروه القول وزور النسبة ، ممّا هو هشيم تذوره الرياح.
غير أنّ الغريب في أمر ذلك التراث الضخم الفخم ، أنّه قد سجلته أقلام أئمة الحفاظ ، فجمعت الغث والسمين ، وصارت المباراة بالتكاثر ، والعبرة بما روى الرواة ، ويعجب القاريء من كثرة ما سطروه وما قالوه في توثيقه لأنّهم كانوا قد انتقوه.
ولنوقف القاريء على جانب من تلك المباراة ، وهي لا تخلو من مماراة ومباهات.
ممّا قاله السيوطي في ( تدريب الراوي ) :
( وممّا روي في قدر حفظ الحفاظ :
قال أحمد بن حنبل : انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث.
وقال أبو زرعة الرازي : كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف