ولكن مرّ بنا ما يثير علامة الإستفهام! ومناقشة هذا المنهج ، وإن وجدت بعض الأخبار تنبئ عن بعض الموافقات بين هوى الحاكم وبين فتاوى القاضي والعالم المسالم موافقة لفقه ابن عباس ، فلا يعني أنّها سيرة متبعة ، وإنّما هي حاجة صادفت هوى أملتها السياسة لوقتها ، ولم تكن بمثابة قاعدة ثابتة.
وإلى القارئ كشاهد على الموافقة أحياناً بين الحاكم والمفتي المتعالم :
قال الكتاني في ( التراتيب الإدارية ) : ( ( باب في ذكر من كان من الصحابة له أتباع يقلدونه في فتواهم ).
قال ابن المديني : انتهى علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ثلاثة ممن أخذ عنهم العلم ، وهم : عبد الله ابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس ، وإلى ذلك أشار الحافظ العراقي في الألفية ، فقال :
وهو زيد وابن عباس لهم |
|
في الفقه اتباع يرون قولهم |
فأمّا ابن عباس ، فذكر الشمس ابن عابدين الحنفي الدمشقي أوّل حواشيه في الدر المختار ص ٤٠ ، أنّ ملوك الدولة العباسية كانوا على مذهب جدّهم عبد الله بن عباس ، قال : وإن كان أكثر قضاتهم ومشايخ إسلامها حنفية ، أنظره وانظر لِمَ لم يحملوا الناس على مذهبه ، مع أنّ مذهبه وفتاويه دونت قبل ابن حزم في سبع مجلدات كما سبق في الترجمة قبل والله أعلم.