فذكر كلاً في كتاب من كتبه ، والإ فالكتاني ثبت في نقله وقد كرر ذلك في ( ج٢ / ٣١٢ ) نقلاً عن ابن القيّم عن ابن حزم من أنّ فتاوى ابن عباس أفردت بسبع مجلدات.
وقال : ( وقال الحافظ ابن القيم في كتابه الوابل الصيّب : هذا عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغ العشرين حديثاً الذي يقول فيه سمعت ورأيت (١) ، وسمع كثيراً من الصحابة ، وبورك له في فهمه واستنباطه ، حتى ملأ الدنيا علماً وفقهاً.
قال أبو محمد بن حزم : وجمعت فتاويه في سبعة أسفار كبار وهي بحسب ما بلغ جامعها ، وإلاّ فعلم ابن عباس كالبحر ، وفقهه واستنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس ، وقد سمع كما سمعوا ، وحفظ القرآن كما حفظوا ، ولكن كانت أرضه أخصب الأراضي وأمثلها للزرع فبذر فيها النصوص فأنبتت من كلّ زوج كريم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .. إهـ ) (٢).
فتبين أنّ كثرة فتاواه إنّما هي نتيجة سعة علمه ، إذ اتسع علمه فاتسعت فتاواه ، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم أيضاً ، حيث قال : ( ولهذا كان ابن عباس من أوسع الصحابة فتيا ، فقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا ابن عباس في عشرين كتاباً ).
____________________
(١) لقد مر في الجزء الأول الفصل الأول من الباب الأول في بدء تعلمه ( وقفة مع الغزالي ) ذكر ما يزيد على ضعف ما ذكره ابن قيم الجوزية ، فراجع.
(٢) التراتيب الإدارية ٢ / ٤١٥.