الأولى عن عكرمة : أنّ عليّاً عليه السلام أحرق ناساً ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال : لم أكن لأحرقهم بالنار ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تعذّبوا بعذاب الله ) وكنت قاتلهم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ... ـ فذكر الحديث ـ. فبلغ ذلك عليّاً عليه السلام ، فقال : ( ويح ابن عباس ).
أخرجه البخاري ( ٢ / ٢٥١ و ٤ / ٣٢٩ ) وأبو داود ( ٤٣٥١ ) والسياق له ، والنسائي ( ٢ / ١٧٠ ) ، والترمذي ( ١ / ٢٧٥ / ٢٧٦ ) ، وابن ماجة ( ٢٥٣٥ ) ( ٣٣٦ ) ، والدارقطني ( ٣٣٦ ) ، والبيهقي ( ٨ / ١٩٥ ) ، وأحمد ( ١ / ٢٨٢ و ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ) من طريق أيوب عنه ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
والأخرى عن أنس : أنّ عليّاً أتي بناس من الزطّ يعبدون وثناً فأحرقهم. قال ابن عباس : إنّما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من بدّل دينه فأقتلوه ) ، أخرجه النسائي وأحمد ( ١ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ) ، والطبراني في الكبير ( ٣ / ٩ / ٢ ) ، والبيهقي ( ٨ / ٢٠٢ ) ، قلت ـ والقائل هو الألباني ـ : وإسناده صحيح على شرط الشيخين ) (١).
أقول : وقد ذكر في الصحيحة برقم ( ٤٨٨ ) الحديث بلفظ أبي داود والدارقطني وأشار إلى تخريجه.
وهذا الذي ذكره الألباني إنّما هو إختصار لما في صحاح القوم ، ومن راجع المصادر المشار إليها يجد التفاوت بينها في المتون مع وحدة الراوي ( عكرمة )! فمن أين أتى التفاوت؟ هل هو من عكرمة الكذاب؟ وقدماً قيل ليس لكذوب حافظة ، فهو الذي غيرّ في روايته ، أم
____________________
(١) إرواء الغليل ٨ / ١٢٤ ط٢ المكتب الإسلامي بيروت ١٤٠٥ هـ.