لعلي : إنّ هنا قوماً على باب المسجد يدعون أنّك ربّهم ، فدعاهم فقال لهم : ويلكم ما تقولون؟ قالوا : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ، فقال : ويلكم إنّما أنا عبد مثلكم أكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء ، وإن عصيته خشيت أن يعذبني. فأتقوا الله وارجعوا فأبوا. فلمّا كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال : قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : ادخلهم ، فقالوا كذلك ، فلمّا كان الثالث ، قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلاّ ذلك ، فقال يا قنبر : ائتني بفعلة معهم مرورهم فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر ، وقال : احفروا فأبعدوا في الأرض ، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود ، وقال : أنّي طارحكم فيها أو ترجعوا فأبوا أن يرجعوا ، فقذف بهم فيها ، حتى إذا احترقوا ، قال :
إني إذا رأيت أمرا منكرا |
|
أوقدت ناري ودعوت قنبرا |
وهذا سند حسن.
وأمّا ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق قتادة : ( أنّ عليّاً أتى بناس من الزط يعبدون وثنا فأحرقهم ) ، فسنده منقطع. فإن ثبت حمل على قصة اخرى.
فقد أخرج ابن أبي شيبة أيضاً من طريق أيوب بن النعمان : ( شهدت عليّاً في الرحبة ، فجاءه رجل فقال : أنّ هنا أهل بيت لهم وثن في دار يعبدونه ، فقام يمشي إلى الدار فأخرجوا إليه بمثال رجل ، قال : فألهب عليهم عليّ الدار ).