أقول : الذين حرقهم عليّ ـ إن صح التحريق إبتداء (١) ـ هم مرتدون لا يدعون الإسلام كما ذكر الشيخ ، ولم يصح ما اشتهر في كتب العقائد من أنّهم كانوا يؤلهون عليّاً إنّما صح في البخاري أنّهم مرتدون أو
____________________
(١) قصة تحريقهم أحياء انفرد بها عكرمة مولى ابن عباس ولم يشهد القصة وإنما ذكر أن الخبر بلغ سيده ابن عباس بلاغاً فقال لو كنت أنا لقتلتهم لأن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من بدل دينه فاقتلوه ) والحديث في البخاري من طريقين عن عكرمة ولم يخرجه مسلم ، وقد رواه عكرمة بلاغاً ولم يكن بالكوفة وإنما كان بالبصرة مع مولاه ابن عباس ولعل الخبر وصلهم مشوهاً ، أما روايات شهود العيان فذكرت أن القوم مرتدون وأن عليّاًقتلهم ولم يحرقهم ثم بعد قتلهم خدّد لهم أخاديد وألقاهم فيها ودخن عليهم زيادة في التنكيل والترهيب من عملهم لأنهم لبثوا يأخذون عطاء المسلمين وهم مرتدون فترة من الزمن ، ولعل هذا التدخين عليهم هو الذي أوهم بعض المشاهدين أنه أحرقهم وإلا فالإمام علي نفسه من أحرص الناس ألا يعذب بالنار ، خاصة وأنه من رواة حديث ( لا يعذب بالنار إلا رب النار ) ولم يصح أن صحابياً حرق أحياء إلا ما كان من أبي بكر الصديق رضي الله عنه من تحريقه المرتد الفجاءة السلمي ـ علماً بأن الشيخ محمد يزعم أن الفجاءة هذا كان قائماً بأركان الإسلام!! ـ وكان الفجاءة قد قام بأعمال قبيحة في الردة ، وحرق خالد بن الوليد في الردة لكن خالداً رضي الله عنه ليس من أصحاب الصحبة الشرعية وهو صاحب مجازفات تبرأ من بعضها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته كما في قصة بني جذيمة ، ولا يعد خالد من المجتهدين ، إنما هو صاحب سيف وترس وليس صاحب علم وفقه رضي الله عنه وسامحه ، وقد توسعت في ذكر طرق أحاديث وروايات التحريق في الجزء الأول من ( النقض الكبير ) الذي هو رد على منهاج السنة لابن تيمية رحمه الله ، وأعد القارئ أنه سيكون نقضاً كبيراً كاسمه ، حافلاً ممتعاً ، مع اعدال وإنصاف إن شاء الله ... وأنا متفائل بأن المستقبل هو لهذا الوضوح والبحث عن المعرفة الذي فيه الإنصاف للمردود عليهم ، وفيه رفع الظلم عن المظلومين الذين ظلمتهم كتب العقائد المغالية المختلطة بالآراء الخارجية والناصبية.
أقول : ولم أعلم هل أُنجز ، الحسن فطبع كتابه ( ووعد الحر دين )؟ حقق الله الآمال بصدور كتابه ليتحفنا ببحوثه التي تستحق التقدير.