وكان الأولى أن تكون عبارته كالتالي : ( .. أوّلهم نوح عليه السلام الذي أرسله الله إلى قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام ، وعبادة الأصنام هذه كانت بدايتها غلو في الصالحين حتى وصل هذا الغلو ـ مع طول الأمد ـ للعبادة المحضة لغير الله ، فأنا أدعوكم بتجنب الغلو في الصالحين ، حتى لا تصلوا لما وصل إليه هؤلاء المغالون؛ فأنا أخشى أن يصل الأمر بكم أو بذريتكم إلى عبادة الصالحين كالبدوي وعبد القادر الجيلاني والشاذلي وغيرهم ... ).
أقول : لو كانت عبارة الشيخ هكذا أو نحوها لكان أصح وأفضل وأبعد عن الغلوّ المضاد أو إعساف الإستدلالات ، فتنبّه لهذا.
وقال أيضاً في كتابه المتقدم ص ٧٠ ـ ٧١ : ( بل يمكن على هذا المنهج أن نكفر المغالين في الشيخ الذين لا يخطئونه ولا يقبلون نقده؛ الذين يحتجون بأنّه أعلم بالشرع وقد يردون حديثاً صحيحاً أو آية كريمة ..
وعلى هذا تأتي وتقول : هؤلاء رفعوا مقام الشيخ محمد إلى مقام النبوة أو الربوبية وعلى هذا فهم كفار مشركون ... ) الخ.
فهذا منهج خاطئ والمسائل العلمية لا تؤخذ بهذا التخاصم ، بل لها طرق معروفة عند المنصفين من عقلاء المسلمين والكفار.
وقال أيضاً : ( الملحوظة الخامسة والعشرون :
يقول ص ٤٩ وكرر نحو هذا ص ٥٨ : ( ويقال أيضاً الذين حرقهم عليّ بن أبي طالب بالنار كلّهم يدّعون الإسلام وهم من أصحاب عليّ وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في عليّ مثل الإعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما؟ فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم )؟!