قادراً على المواجهة والتحدي في هذه المرحلة.
في مثل هذا الجو استفاد باقر الصدر من منجزات العصر العلمية والمعرفية ليؤسس لنوع جديد من الادلة الصالحة لاثبات المطلوب فقدّ نوعين من الأدلة :
أ ) الدليل الاستقرائي.
ب ) الدليل الفلسفي.
وكأن بنية الأدلة عند باقر الصدر تعكس استجابة متفاعلة حية للتحولين الكبيرين تاريخ الفكر البشري ( مرحلة التفلسف ، ثم مرحلة بروز التجربة على صعيد البحث العلمي كأداة للمعرفة ).
وكلا الدليلين مما يمكن للذهنية المعاصرة ان تتفاعل معه حتى تلك التي تتحرك في إطار منهج معرفي مختلف لأن الدليل الاستقرائي يستند إلى نظرية باقر الصدر في المذهب الذاتي للمعرفة ( فصلنا الكلام حوله في النقلة المنهجية الأولى انظر الفصل الثاني ).
الدليل الأول : فقد صاغه باقر الصدر في موجز اصول الدين ( مقدمة الفتاوى الواضحة ) على مراحل خمس :
ـ أولا : مواجهة جملة من الظواهر الحسية.
ـ ثانياً : إيجاد فرضية لتفسير هذه الظواهر.
ـ ثالثاً : ملاحظة انه في حال كذب الفرضية وعدم ثبوتها في الواقع فإن احتمال وجود هذه الظواهر كلها مجتمعة ضئيل جداً.