( فطرة الله التي فطر الناس عليها ، فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله الذي الذي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) ( الروم ٣٠ ). ويصف هذا القانون أو هذه السنة في القسم الثابت من سنن التاريخ التي تقبل التحدي ، السنن ذات الاتجاه العام التي تقبل التحدي يتحداها الإنسان لكنه يدافع في النهاية ثمن هذا التحدي ويتحمّل تبعات هذا التمرد حيث تنقلب عليه النتائج الوخيمة ( سنفصّل الحديث عن السنن واقسامها كما نحلل فعالية الله في التاريخ في فقرة لاحقة من أصل التوحيد ).
فالدين نداء فطري لامس وجدان الإنسان الأول فانقاد إليه بعيداً عن التعقيدات والجدال ولكن مع بلوغ الإنسان مرحلة التجريد الذهني بسبب تطور الفكر الفلسفي وظهور اتجاهات فلسفية مادية ووضعية وتجريبية تعقدت أكثر المسائل واحتجنا إلى دليل يثبت وجود الله تعالى وصار الايمان بالله في ضوء هذا التنوع الفكري والثقافي مسألة نظرية تحتاج إلى عمق فكر وتأمل وبحث بل تصبح قضية لا معنى لها في مفهوم المدرسة الوضعية وقضية خارج نطاق البحث التجريبي في منظور المذهب التجريبي.
والعقيدة الإسلامية في تاريخها الطويل أسست لادلة متنوعة وبراهين عديدة ، لكن المشكلة أن المصطلحات الموروثة والاثباتات القديمة لم تعد كافية لإشباع الحاجة الثقافية للناس في هذا العصر وغير كفيلة بالرد عن شبهات وإشكالات المدارس الأخرى. فلم يعد برهان الحدوث والامكان واستحالة التسلسل .. رغم قيمتها .. تقنع انسان العصر .. وتمثّل مضموناً عقائدياً ..