العميقة إلى السماء وانما تعطي له المعنى الصحيح إلى السماء وتسبغ طابع الشريعة والواجب على العمل في الأرض بوصفه مظهراً من مظاهر خلافة الإنسان لله على الكون وبهذا نجعل من هذه النظرية طاقة بناء وفي نفس الوقت نحتفظ بها كضمان لعدم تحول هذه الطاقة من طاقة بناء إلى طاقة استغلال ) (١). ولا يكتفي باقر الصدر بإبراز أهميته الإيمان بالغيب في التوحد مع الطبيعة والاندماج في العمل الحضاري من أجل مجتمع تقدمي كادح نحو السماء بل يحلل أكثر هذه العلاقة في إطار الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية كما شرحناها سابقاً : وبين ان علاقة الله بالإنسان والتاريخ : تتفاعل في الابعاد الآتية :
أ ) الله مؤثر بما هو خالق : للإنسان والطبيعة فهو واهب كل ما يملكه الإنسان وكل ما توفره الطبيعة من فيوضات والإنسان خليفة الله على الأرض ومستأمن على ما فيها ومن فيها وهذا يعني مسؤولية الإنسان في تمثل صفات الله في حركته ومسيرته ( سنفصل هذا التمثل وأبعاده في الاصل الثاني من أصول الدين العدل ) ..
ب ) الله مؤثر في التاريخ بما هو العلة الغائية للمسيرة الانسانية والمثل الأعلى لها : وبالتالي فهو يؤثر على طبيعة الاعمال والانشطة والأدوار التي يقوم بها الإنسان فرداً ومجتمعاً ، ويتحدث الصدر على مستوى الدولة فيقول ( وهنا يأتي دور الدولة الإسلامية لتضع الله هدفاً للمسيرة الإنسانية
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٢٢٩.