سادساً : الارتباط بالله :
مسألة أخرى من مسائل التوحيد ، الأصل الديني الأول ، أهملت في البحوث الكلامية القديمة. الا وهي ( الارتباط بالله والشعور النفسي بهذه العلاقة ) نعم التفت بعض الباحثين المعاصرين إلى هذه المسألة وأدرك ان مشكلة المسلمين اليوم لا تكمن في اقامة الأدلة على وجود الله تعالى بقدر ما تكمن في بعث الحيوية في هذه العلاقة وتعزيزها وتنميتها ويتفق باقر الصدر مع هؤلاء على ضرورة تعزيز هذه العلاقة وتقوية الارتباط بالله لتمنح الإنسان الطاقة الكفيلة بانبعاثه في الحياة فاعلا مؤثراً بانياً معمّراً فهو يقول في تفسير قوله تعالى ( كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) (١) ( قد جعل الإيمان بالله الخصيصة الثالثة للأمة الإسلامية بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأكيداً على أن المعنى الحقيقي للإيمان ليس هو العقيدة المحنطة في القلب بل الشعلة التي تتقد وتشع بضوئها على الآخرين ) (٢) ، سعى باقر الصدر في دراسات عديدة أن يؤصل هذا الارتباط ويعمق كقيمة حضارية وإيمانية أساسية ويمكن أن نتوقف عند محاولة الصدر للتأصيل النظري في عنصر الارتباط بالله في مستويين اثنين :
المستوى الأول : نظام العبادات وتغذية هذه الارتباط.
المستوى الثاني : الارتباط بالله في نفسية العاملين.
__________________
١ ـ آل عمران : ١١٠.
٣ ـ م. ن ، ص ٢١٦.