ربانية تعتمد على الغيب ولذلك لا توجد الا بوحي من السماء ( النبوة ).
النبوة الخاصة والدليل الاستقرائي :
كما طبق باقر الصدر الدليل الاستقرائي لإثبات الصانع يجريه هنا لاثبات نبوة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) واهمية هذا الاستدلال انه يتجاوز الطريقة القديمة والمتعارفة لاثبات النبوة والتي تعتمد اساساً المعجزة كمظهر خارق للعادة يكشف كشفاً إنياً عن اتصال صاحب المعجزة ـ بالغيب ـ ويقوم هذا الدليل على أربع خطوات.
الخطوة الأولى : إن هذا الشخص الذي أعلى رسالته إلى العالم ينتسب إلى شبه الجزيرة العربية وهي بيئة متخلفة فكرياً وحضارياً وينتمي إلى مجتمع الحجاز بالذات الذي يعيش تخلفاً اجتماعياً تطغى عليه العقلية القبلية ولم ينل حظاً من ثقافة عصره رغم انخفاضها وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يمثل شخصية اعتيادية فهو لم يكن يقرأ ولا يكتب ولم يتلقَّ أي تعليم منظم أو غير منظم ولم يساهم النبي قبل البعثة في النشاط الثقافي الذي كان شائعاً في قومه ولم يؤثر عنه أي تميز عن ابناء قومه الا في التزاماته الخلقية وأمانته ونزاهته وصدقه وعفته.
الخطوة الثانية : يستقرىء في هذه الخطوة خصائص الرسالة التي جاء بها النبي ، وهي رسالة القرآن الكريم والشريعة الإسلامية التي تميزت بخصائص عديدة منها :
أ ) تتضمن ثقافة دينية واسعة وفريدة وهي أكبر من كل الثقافات