إلى التوحيد في الأفعال ثم التوحيد في الصفات ثم تشعّبت بعد ذلك أكثر فأكثر المسائل الكلامية (١).
ولقد ساهم في هذا التطور اختلاط المسلمين نتيجة للفتوحات مع غيرهم من الأمم وارباب الملل والنحل وتعرفهم على معتقدات هؤلاء ومناظرتهم لأحبارهم وكهنتهم وممثّلي دياناتهم.
وفي هذه المرحلة ظهرت الفرق الكلامية كالاشعرية المرجئة والمعتزلة ويعتقد العديد من الباحثين ان هذه المرحلة شهدت أيضاً انتقال علم الكلام من الشفوية إلى ( الكتابية ) فيذكرون كشاهد على ذلك رسالة محمد بن الحنفية ( ت ١٠٠ هـ ) ورسالة الحسن البصري ( ت ١١٠ هـ ) رسالة عمر بن عبدالعزيز ( ت سنة ١٠١ هـ ).
ولقد سجّل ابن النديم صاحب الفهرست بعض أصحاب أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ممّن دونوا في علم الكلام فذكر في هذا المضمار علي بن إسماعيل بن ميثم التمار وله كتاب الامامة وكتاب الاستحقاق كما صنّف هشام بن الحكم من اصحاب الامام الصادق ( عليه السلام ) كتاب الإمامة ، كتاب الدلالة على حدوث الأشياء ، كتاب الردّ على الزنادقة .. الخ (٢).
وهكذا تؤكّد لنا مرحلة الارهاصات وهذه المرحلة تأصل علم الكلام في بيئته الإسلامية وتتهاوى مزاعم بعض المستشرقين ممن حاولوا إرجاع علم الكلام
__________________
١ ـ انظر المصدر السابق.
٢ ـ انظر الفهرست لابن النديم.